أشاد الأستاذ عبدالله العلي النعيم أمين مدينة الرياض الأسبق، بشخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واصفاً شخصيته رعاه الله بالقيادية الفذة التي قلّ أن يمتلكها قائد سياسي، بالإضافة إلى نظرته الثاقبة للأمور، التي جاءت نتيجة خبراته المتراكمة، التي اكتسبها طيلة معاصرته لإخوته الملوك رحمهم الله جميعاً. وفي حديث ل "الرياض" اعتبر النعيم، الملك سلمان بن عبدالعزيز مستقبل هذه البلاد للمرحلة القادمة، وأملها، وذخرها، وباني نهضتها المستقبلية، وراسماً لجيل الاحفاد الطريق لمواصلة العطاء، حيث يتميز بشخصية فذة تجمع بين الشجاعة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والحلم، والصبر، وسعة البال، وعدم الارتجال في أي قرار يتخذه. وأضاف أن خير شاهد على ذلك، اتخاذه – حفظه الله- لخطوات التطوير والتجديد للمرحلة القادمة، وذلك في أول يوم من توليه قيادة المملكة، وتقبّله البيعة التي عكست محبة المواطنين من خلال توافدهم على البيعة، وكذلك الكم الكبير من قادة العالم وممثليهم الذين توافدوا على المملكة لتهنئته بتوليه مقاليد الحكم، تلا ذلك اختياره للأمير محمد بن نايف وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وهي أدلة دامغة على حكمته، وبعد نظره في رسم مستقبل هذا الوطن، والاطمئنان على استقراره، وانتقال الحكم بسلاسة الى من جيل الأحفاد. وعن علاقته وعمله مع الملك سلمان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، قال النعيم: "تربطني بالملك سلمان علاقة قوية، ومتينة، وقديمة، وعندما عملت مديرا للتعليم بمنطقة الرياض، كنت أستشيره في كثير من الأمور، وكان يحثني على نشر المدارس والتوسع في افتتاحها في المدن والقرى التابعة للعاصمة، من أجل نشر التعليم بشكل واسع لبناء جيل متعلم حتى يواصل مسيرة العطاء ويتبوأ المناصب العملية والقيادية في المصالح الحكومية والخاصة، وكان لتوجيهاته الأثر الكبير على التطور التعليمي الذي حصل في الرياض وقراها". ويضيف النعيم: "عندما انتخبت رئيسا لشركة الغاز لحل مشكلة الغاز التي كانت قائمة في ذلك الوقت، كنت على علاقة وثيقة به رعاه الله، وبعد أن صدر قرار تعييني أمينا لمدينة الرياض، كان ذلك باقتراح منه وفقه الله، ومن الفقيد الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان وزيرا للبلديات، حيث قدماني للملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله لأخذ موافقته، ومن يومها ارتبطت به ارتباطا كاملا، وكنت أقابله باستمرار وأستمع لتوجيهاته، وكان يشجعني ويحثني على حسن سير العمل، ويتابع سدد الله خطاه مشروعات الأمانة أولا بأول، ويتصل بالأستاذ محمد أبا الخيل وزير المالية، وبالدكتور صالح العمير، لتحقيق بعض الاعتمادات المالية للمشروعات، وعلى اتصال ليلا ونهارا للسؤال عن هذا المشروع وعن ذلك المشروع الآخر، ويراقب كل مشروع على حدة من بدايته وحتى يتم استلامه، في الوقت الذي يتابع طرح المشروع الثاني ومتابعة عمل الأمانة على مدار الساعة"، مشيراً إلى أن " الملك سلمان هو باني نهضة الرياض، ومؤسس التطور الذي شهدته وتشهده العاصمة في وقتنا الحاضر، وكان يرغب أن تكون الرياض درة المدائن، حتى أصبحت العاصمة كما نرى اليوم من كبريات المدن في العالم". ويواصل النعيم أن "الملك سلمان عندما كان أميرا لمنطقة الرياض يعتبر الداعم الأكبر ليس لمشروعات الأمانة فقط، بل داعما لجميع القطاعات الحكومية، وما يشغل باله إلا التطور والتجديد، وكان حريصا على تخطيط مدينة الرياض ومقابلة الناس وحل مشكلاتهم ومطالبهم، والصبر على ماقد يبدو من المراجعين، ويوصينا بالصبر". وفيما يخص البنية التحتية للعاصمة، أكد أمين الرياض السابق: "أن البنية التحتية لا تخص الأمانة وحدها حيث عملها الطرق والتشجير والحدائق وصرف السيول، أما الكهرباء والمياه والطرق الدائرية من اختصاص الجهات الأخرى، ومن أبرز أوجه التعاون مع وزارة المواصلات تنفيذ الطريق الدائري حيث كان موكلاً للأمانة، ورغبت شخصيا والدكتور ناصر السلوم وكيل المواصلات آنذاك، بأن تتولى تنفيذه المواصلات حيث قابلنا الملك سلمان عندما كان أميرا لمنطقة الرياض وعرضنا عليه مرئياتنا، وبارك ذلك قائلاً :إن هذا هو الحل لوجود الخبرات الطويلة والإمكانيات لديهم، ومن ثم قام بالرفع للملك فهد رحمه الله لتصدر موافقته بنقل الطريق الدائري للمواصلات، وقامت الوزارة أيضا بمشروعات مختلفة فيما يخص الطرق، كما قامت الهيئة العليا لتطوير الرياض كذلك بتنفيذ بعض المشروعات". وعن فكرة الطريق الدائري وكيف انطلقت، أوضح النعيم أن "الطريق الدائري كان مخططا له أن ينتهي شمالا في المعذر، وذهبت مع الدكتور السلوم ورسمنا الطريق الجديد بطول 90كم، وتم عرضه على الملك سلمان والذي رفعه للملك فهد رحمه الله لتأتي الموافقة السامية، وتولت المواصلات تنفيذه والآن وزارة النقل تقوم بعمل الطريق الدائري الثاني، وللحق كان حفظه الله يطلع على جميع المخططات التي تطرحها الهيئة العليا ويتأكد من صلاحيتها، ثم تطرح للمناقصات، ويواصل إشرافه، ومتابعته لتنفيذها على أرض الواقع". وحول أصعب التحديات والقرارات التي اتخذها - حفظه الله - لتنفيذ تلك المشروعات، ذكر النعيم: "أن القرارات التطويرية التي اتخذها كثيرة، وقوية وموفقة، ومن أبرزها طريق الملك فهد، طريق الملك عبدالله، طريق خريص، الطريق الدائري، ومن أبرز تلك القرارات اعتماده 6 مليارات ريال دفعة واحدة لتنفيذ مشروعات الأمانة بعد أن وافق عليها الملك فهد رحمه الله، وكانت تختص بتنفيذ الطرق التي ذكرتها سابقا، وطريق الحجاز، والتشجير ونزع الملكيات والمرافق الخدمية وجميعها تسجل للملك سلمان أدامه الله ذخرا للوطن، وهي أحد أسباب النهضة العمرانية لمدينة الرياض والتي نفذت خلال 3 سنوات". وعن توزيع المشروعات بين المناطق قال النعيم: " إن الملك حفظه الله اتخذ مبدأ العدل، حيث نفذ الطرق والجسور والكباري والأنفاق والحدائق والمتنزهات بالتساوي بين جهات العاصمة الأربع".