استراتيجية إماراتية لتطوير صناعة الروبوتات

  • 10/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي، أن لدى الإمارات رؤية استراتيجية وبيئة مثالية وتنظيمية لتطوير صناعة الروبوتات، وقاعدة بيانات للفرق المشاركة في المنافسة للاستفادة منها في صناعة الروبوتات. جاء ذلك أمس، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل استضافة «تحدي فيرست جلوبال العالمي» أو بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي التي ستنطلق لأول مرة في دبي، خلال الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر الجاري. وقال العلماء: إن التحدي يأتي تحت شعار «حماية المحيطات»، وبمشاركة أكثر من 1500 شاب من أكثر من 191 دولة، وتتنافس الفرق المشاركة في تطوير روبوتات لتنظيف ملايين الأطنان من الملوثات في المحيطات، ومعالجة القضايا الأكثر إلحاحاً في قطاعات حيوية، كالمياه والطاقة، وغيرهما من خلال مسابقات رياضية لتطوير الروبوتات. وتحدي «فيرست جلوبال» العالمي من تنظيم مؤسسة دبي للمستقبل، وهو يقام لأول مرة خارج قارتي أميركا الشمالية والجنوبية، وترتكز منافساته على إيجاد حلول ذكية لحماية المحيطات والحياة البحرية من الملوثات البيئية. وبين معاليه: إن اختيار محور «حماية المحيطات»، جاء من قبل دولة الإمارات، وذلك تجسيداً لدورها الريادي في هذا القطاع المهم بالنسبة للبشرية، مشيراً إلى مبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل في تنظيف المحيطات، ومن هذا المنطلق تم اختيار هذا التحدي. وأكد معاليه أن تحدي «فيرست جلوبال» العالمي للروبوتات يهدف إلى تشجيع الشباب على تطوير قدراتهم في مجال العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والابتكار، وتمكينهم من الأدوات اللازمة، وتنمية مهاراتهم وخبراتهم بتصميم الروبوتات لتصميم مستقبلهم بأيديهم وعقولهم، والمساهمة في السباق العالمي لحل أكبر التحديات التي تواجهنا اليوم. وذكر معاليه أن الفرق تتكون من 4 إلى 5 طلاب تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً، وتأتي فرصة المشاركة للطلاب الإماراتيين بهدف الاطلاع على خبرات الدول المشاركة وصناعة الروبوتات وليس الهدف هو الفوز فقط، مشيراً إلى أن الطلاب الإماراتيين تم اختيارهم بعناية من قبل وزارة التربية والتعليم، وخضعوا لمجموعة اختبارات، وشاركوا في بطولات عالمية. وأكد معاليه أن استضافة «فيرست جلوبال» تدل على أن الدولة تسير على خطى واضحة لتحقيق مئوية الإمارات والتي تهدف للاستثمار في شبابنا، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون الدولة الأفضل في العالم. مختبر عالمي من جهته، أكد خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أن هذا التحدي يمثل أكبر مختبر عالمي في مجال الروبوتات وتوظيف الذكاء الاصطناعي، ويدعم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أن تكون دولة الإمارات أكبر ملتقى عالمي للتكنولوجيا وتمكين الشباب. وأشار بالهول إلى أن قطاع الروبوتات لديه عائد كبير على اقتصاد الدول، لافتاً إلى أن الهدف الأسمى من هذه البطولة هو تعزيز قطاع مستقبلي يكتسي أهمية بالغة، وهو قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي. يذكر أن دولة الإمارات فازت باستضافة تحدي «فيرست جلوبال» العالمي خلال قمة الحكومة العالمية في فبراير 2019 بدبي. الفريق الإماراتي يضم الفريق الإماراتي سبعة من طلاب المدارس الثانوية في الدولة، فتاتان هما شوق سعيد الظنحاني وشيخة علي الصريدي، وخمسة فتيان هم: حمد سعيد، وعبدالله جودت وعبدالرحمن عبدالله، وغازي سالم، ومحمد ياسر، شغف تعلم الروبوتات هو القاسم المشترك بين أعضاء الفريق الإماراتي. يدرس عبد الرحمن عبد الله الكعبي في الصف الثاني الثانوي، وهو مسؤول إعلامي في الفريق، حيث شارك زملاءه تجارب محلية وعالمية عدة، زودتهم بعزم وإصرار للتفوق في المسابقة العالمية التي تستضيفها الإمارات للمرة الأولى. أما حمد سعيد، فيدرس في الصف الحادي عشر، ويطمح إلى أن يصبح مهندس ميكانيك. وشارك في مسابقات عدة، منها: «مسابقة فكس» ضمن الإمارات وتأهل لمسابقة عالمية في هيوستن، ويشترك الآن في تحدي «فيرست غلوبال»، لتصبح مسابقات الروبوتات جزءاً من حياته، وقد تطورت مهارات حمد من إصلاح الدراجات الهوائية إلى بناء الروبوتات. وتدرس شوق سعيد الظنحاني بالثانوية، وترغب في دراسة الذكاء الاصطناعي، وهي طالبة في الصف الثاني الثانوي العلمي بمجال البرمجة، وسبق أن اشتركت بمسابقة «برمجة بويثون»، ولكن مهمتها الأساسية في الفريق هي التوثيق، وذلك يعني إعداد الكتيب الهندسي للروبوت بناءً على جميع خطوات إعداده، واختارت شوق التصدي لهذه المهمة التي تحتاج لمعرفة بجميع مهام الفريق لما تصفه بقدرتها على صياغة المعلومات وشرحها لإنسان لا يعرف شيئاً عن الموضوع، أي تبسيط العلوم، وسبق أن حصلت مع فريقها على جائزة «إنسباير» ضمن «مسابقة فكس»، على الكتيب الذي أنجزوه، وربحوا على المستوى المحلي جائزة امتياز وتقدير. هندسة الفضاء وتطمح شيخة علي الصريدي من الصف الحادي عشر، لدراسة هندسة الفضاء أو تكنولوجيا المعلومات، وقد بدأت الاهتمام بمجال الروبوت قبل سنتين، ويعتمد الفريق على غازي سالم في قيادة الروبوت بفضل مهاراته الحركية وقدرته على التحكم بسرعة وحساسية بالروبوت، مستعيناً بخبرات متراكمة في الألعاب الإلكترونية يسخرها للتحكم بالروبوت، ويعتبر من الأمور المفيدة له أيضاً قيادة الدرونز «الطائرات دون طيار». مهارات التواصل واختار عبدالله جودت من الصف العاشر لنفسه مجال البرمجة، أما عبدالرحمن عبدالله وغازي سالم ومحمد ياسر فقد وعوا التغيرات التي طرأت على شخصياتهم من خلال اكتساب مهارات التواصل وحل المشكلات والتخطيط والتنسيق، والتفكير الاستراتيجي والقدرة على الانفتاح على الثقافات، ومع أنهم ما زالوا جميعاً دون سن الثامنة عشرة إلا أنهم علموا أن الرحلة هي الطريق، وأن مسيرة الاستكشاف بحد ذاتها هي ما يصنعنا، ولا مانع إن كان الطريق غنياً بجوائز حصدوا بالفعل بعضها ولما ينتظرون أخرى، قد يكون أهمها الظفر بجائزة الدورة الثالثة من تحدي «فيرست جلوبال» العالمي للروبوتات. عبدالله جودت فلسطيني الجنسية، وهو إلى جانب زميله «محمد ياسر» المصري، العربيان المقيمان في الدولة ضمن الفريق الإماراتي، وبالنسبة له فقد بدأ التعرف على عالم البرمجة منذ الصف السادس في المدارس الإماراتية. تجهيزات خاصة توجد لهذه المسابقة تجهيزاتها الخاصة، والتي يجب استخدام القطع المستخدمة لبناء الروبوت منها فقط، وبعد مرحلة التصميم وقبل التركيب يمكن استخدام برنامج فيوجن 360 لاختبار النموذج المختار والتأكد من سلامته، ويتمثل التحدي ببناء روبوت قادر على تجميع 80 كرة «50 كبيرة و30 صغيرة» منتشرة على أرض ملعب تمثل المواد الملوثة للمحيط، ويجب تجميعها في 4 مناطق. ولا يقتصر التحدي على المنافسة بحد ذاتها، وإنما يشمل نشر الوعي بأهمية الروبوتات، خاصة بين فئات مثل أصحاب الهمم، والبنات صغيرات السن، وهذه هي الفئة التي سبق أن حصل الفريق الإماراتي على جائزتها والمسماة «غيلرز باورد»، وهي فئة من «مسابقة فكس» على مستوى الإمارات، والهدف منها تشجيع انخراط البنات.

مشاركة :