ما بين الرقص على السلم، لا صعودا ولا هبوطا، تقف تركيا بين موقفين، فلا هي عربية ولا أوروبية، على رأي المثل (زي اللي رقص على السلم)، ومن بين لحظة وأخرى يخرج علينا أرودغان حالما بعودة السلطنة العثمانية، ويبدو أن المسلسلات التركية مثل (أرطغول) الذي استهوى الجماعات الإرهابية تمثل بطولات زائفة مضمحلة، مثل التاجر (اللي يفلس يدور في دفاتره القديمة)، وقبلها يكون قد حلم حلما أنه يسود العالم، فيصر على البلطجة، والعربدة، وغيرها، ويسير دائما في المحافل الدولية، يكسب عداوات تغريه ليبدأ عداوة أخرى، وفي ظنه أنها قدرة على السيطرة، لقد تقدم للاتحاد الأوروبي للدخول في كنفه، ولكنه هيهات هيهات أن يفلح مقصده فقد رفضته أوروبا رفضا تاما، ولم يكف بذلك عن عربدته، في إثارة الشغب مثل الشبيح البلطجي في المناطق الشعبية الذي يظهر بين الصبح والعشاء لتشير الناس إليه فيرضي غروره، أو يعلي من صوته كي يلفت الأنظار، هذا هو مبدأ الاحتلال العثماني، الذي تراه الجماعات الإرهابية فتحا لمصر، وليس غزوا، فقد صاروا في تركيا عبيدا لخليفتهم، فقد باتوا معصبين العيون والفكر. إن أردوغان استطاع أن يدق آخر مسمار في نعشه، سائرا على نهج فشل الدولة العثمانية قديما، فقد انشغلوا بحروب مثل حروب البلقان، حتى أنهكتهم الدّولة العثمانيّة، ومن ثم استقلّت البلقان وأخذت بالتّوسع على حساب الأراضي العثمانيّة، وأُعلِن استقلال ألبانيا عن الدولة العثمانيّة، لذا ظل السيناريو واحدا، ونفس مصير البطل هو الهلاك. أما إذا جئنا إلى الشوكة التي باتت في حلقه فهم الأكراد السنة في شمال تركيا، فقد تصرف في حكمه دائما بمبدأ عديم الحيلة، في استقدام الدواعش وتوزيعهم في ليبيا ومصر، بدعم قطري، لتنفيذ أجندات أمريكية ولما فشلوا في سوريا، وتم أسر 10000 من تنظيم داعش هاج وماج وأرغى وأزبد كالجمل الهائج يعلن عن وجوده من جديد بعد أن سقطت الليرة التركية إلى أسفل سافلين، اتحاد الغرف التجارية والبورصات التركي، كان قد أكد في وقت سابق، ارتفاع معدل إغلاق الشركات في البلاد، خلال مايو الماضي، بنسبة 20.94%، مقارنة بالشهر الذي يسبقه، حيث تم تسجيل إغلاق 878 شركة، وانخفض عدد الجمعيات التعاونية بنسبة 36%، وعدد الشركات التجارية التابعة لأشخاص بنسبة 5.85%، وعدد الشركات المؤسسة بنسبة صرحت بها وزيرة التجارة التركية روهصار بيكجان، وذكرت أن نحو 300 شركة تقدمت بطلبات تسوية إفلاس، ومن ثم يواجه أردوغان شبح السقوط فبات يحلم أحلام يقظة، بالسيطرة على العالم، فتصرف كبلطجي يهدد ويتعود ويلصق بالتهم جزافا على كل الدول. لقد بات الأمر جليا بعد أن هاجم سوريا، ونال سخط العالم كله إلا دويلة قطر، فقد بانت قراميط بحرهما معا بعد أن جفت البحار حولهما، وخرج الغاز أمام عيونهم من الماء، من ثم سيظل أردوغان مريضا بالعظمة ما دامت هناك جماعات تصفق له، وما زال هو في أحلام اليقظة في كهفه الرقيم.
مشاركة :