فرقنا في آسيا.. وأحلام اليقظة

  • 2/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصريح رئيس نادي النصر، الذي قال فيه: «لن ننافس في آسيا بسبب أوضاعنا المادية» كان تصريحاً عقلانياً، شفافاً، فيه الكثير من الشجاعة، وتحمل المسؤولية، ويشكر عليه، بالطبع هو يشكر لشفافيته وشجاعته، وليس لما وصل إليه ناديه من ترد فني ومادي، وهذا ليس موضوع نقاشنا، هذا التصريح لم يعجب البعض، وانتقده بشدة، بل ووصفه بالانهزامي! والمشكلة ليست هنا، بل المشكلة إن هذا البعض، هو من يطالب المسؤول دائماً، بتحمل المسؤولية، والشفافية، وعدم التلاعب بمشاعر المتابعين والمحبين، وعندما يفعل ينقلب عليه!! سبحان الله، لو كان من لم يرق له تصريح رئيس النصر، قد اعترض على إقحام ناديه في الديون، وإيصاله لهذه الأزمة الخانقة التي لم تمكنه حتى من المنافسة، الداخلية، فضلاً عن التنافس في الخارج، لكان الاعتراض منطقيا، والانتقاد موضوعيا، لكن أن يتم الاعتراض على عدم دخول الفريق، في الصراع على لقب قاري، وهو منتهٍ مادياً وفنياً، ولم يستطع حتى التعاقد مع لاعب أجنبي واحد، لهذه البطولة، مع فرق منتعشة فنياً ومادياً، وتصرف عشرات الملايين على هذه البطولة، ومن ينتقد يعلم هذا تماما، فهذا في الواقع هو (الجنون) بعينه، فهل يريدون من النصر الذي أغرقته الديون، والذي تعادل مرتين مع القادسية، الصاعد للتو من الدرجة الأولى، ومع هجر متذيل الترتيب، ومع فرق غير منافسة وضعيفة، أن ينافس في دوري آسيا، مع أهلي دبي، وقوانزو، والفرق اليابانية، وغيرها من فرق القارة التي تعيش استقراراً فنياً، ومادياً، وتحضر محترفين بعشرات الملايين، خصيصاً لهذه البطولة، وتخصص لها ميزانيات، تصرفها فرقنا في موسم كامل! هل هناك عقل يقبل هذا؟ وهل يريد هذا البعض، أن يحقق بطولة آسيا بالأماني والحماس، وشد الحيل! والواقع أن كل فرقنا المشاركة في البطولة، غير مؤهلة للمنافسة، وليس النصر لوحده، فكلها تعاني من الديون ومن المشاكل الفنية، ولم تستطع حتى انتداب لاعب واحد محلي، في فترة الانتقالات الشتوية، فضلاً عن التعاقد مع أجانب، وحتى عندما كانت في كامل عافيتها، المادية والفنية، لم تستطع أيضاً المنافسة، خلال الـ15 عاماً الماضية! إذاً الأمر أكبر من مشكلات فنية ومادية تمر بها فرقنا، وهذا هو الواقع الذي نعرفه جميعاً، لكننا نكابر ونلتف عليه، فكرتنا بكاملها منتخبات، وأندية، مبتعدة جداً، عن حلبة الصراع الآسيوية، وحتى الإقليمية! أين منتخبنا الأول خلال تلك الفترة الطويلة؟ وأينمنتخبنا الأولمبي؟ وأين منتخباتنا السنية؟ وأين فرقنا؟ كلهم كانوا ضيوف شرف على البطولات التي شاركوا فيها، نحن لا نعمل أي شيء، غير الأماني الصادقة! نريد بطولات بالحماس وبالروح فقط! غيرنا يعمل ويجتهد ويبني منتخباته ولاعبيه، ويصرف مئات الملايين على أنديته، ونحن بالبركة وبدعاء الطيبين، نريد مزاحمة هؤلاء والتفوق عليهم، وخطف البطولات منهم، فهل هناك منطق يقر هذا!؟ والمصيبة الكبرى ليست في الواقع أننا لا ننافس، ففي النهاية سينال اللقب فريق واحد فقط، بل الكارثة أننا نتراجع ونقدم الخيبات، ونظهر بأداء مخجل جداً، ونتذيل المجموعات أحياناً، ونخرج دون نقاط في بعضها! وسنبقى هكذا طويلاً، طالما نحن ندس رؤوسنا في الرمل، ونعيش بالأمل بعيداً عن العمل، مثلنا ومثل فرق ومنتخبات القارة الكبرى، كمثل الطالب الذي يدرس ويجتهد طوال العام، وزميله يذاكر فقط أيام الامتحان، ثم يريد أن يتفوق عليه! فهل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون؟ مالكم كيف تحكمون. - صالح الصنات

مشاركة :