القاهرة 17 صفر 1441 هـ الموافق 16 أكتوبر 2019 م واس قرر المؤتمر العالمي الخامس للإفتاء في ختام أعماله اليوم بالقاهرة تخصيص يوم عالمي للإفتاء، وتخصيص جائزة "الإمام القرافي" للتميز الإفتائي، فضلاً عن إصدار وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي التي تهدف إلى نبذ التعصب المذهبي المهدد للتماسك الاجتماعي للدول الوطنية والمجتمعات الإنسانية. وأكد المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي أن الاختلاف الإنساني قَدَرٌ وسنة حضارية، وأن محاولة إنكاره إنكار للإرادة الإلهية في الخلق، وأن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي هي الأسلوب الأمثل لاستثماره للصالح الإنساني، مشيرين إلى ضرورة احترام الاختلاف المذهبي، والعمل على نشر هذه الثقافة، انطلاقًا من أن احترام الرأي المخالف حجر الأساس في التماسك الاجتماعي وتحقيق الاستقرار، ودعم هذا الأمر بكافة الوسائل في مجال التعليم بمراحله المختلفة . وطالبوا باعتبار الحفاظ على منظومة "المقاصد الشرعية" الميزان الأهم للاختيار من المذاهب والترجيح بينها، داعين جميع الدول الأعضاء بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والمجامع الفقهية والهيئات الدينية إلى تبادل الخبرات في مجال إدارة الخلاف الفقهي، واعتبار استراتيجية الأمانة خارطة طريق لذلك، وهي ما تعبر عنها وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي. وحثُّ المشاركون في المؤتمر دُورَ الفتوى وهيئاتِها ومؤسساتِها على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة وتطبيقاتها الذكية في دلالة المستفتين على الاختيار الفقهي الرشيد المبني على الأصول العلمية، وعدم تركهم نهبًا للأفكار المتطرفة أو الاضطراب في معرفة الحكم الشرعي. وأكدوا رفضهم كل محاولات الاستغلال المذهبي التي تمارسها بعض الجماعات التي لا ينتج عنها إلا الصراع الذي يشوّه صورة المذاهب ويخرج بها عن قيمها ومقاصدها، داعين إلى العناية ببرامج التدريب على الاختيار الفقهي والإفتائي الرشيد بما يوازن بين المحافظة على التراث الفقهي والإفتائي والوفاء بمتطلبات الواقع الوطني والإنساني. وأشادوا بالمبادرات والجهود التي سعت إلى الوحدة ولم الشمل ونبذ التعصب على نحو ما كان في "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، ووثيقة "مكة المكرمة"، مطالبين بالتمسك بما توصلت إليه هذه الجهود والعمل على تحويلها إلى برنامج عمل على أرض الواقع. واستنكروا التصرفات العنصرية وجرائم الكراهية التي يرتكبها بعض الأشخاص ضد المسلمين حول العالم بما بات يعرف بـ "الإسلاموفوبيا"، وحثوا الجهات والمؤسسات المعنية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية لوقف هذه التصرفات والجرائم. وأوصى المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي بإخراج تصنيف علمي رصين يبرز فيه أخطاء المتطرفين تجاه الفقه الإسلامي ومذاهبه أصولًا وفروعًا، وتكلَّف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بذلك، والإفادة المتبادلة من جهود الحوار المذهبي والحوار الديني والحضاري الرشيد، والتواصل بين الدوائر المختلفة العاملة في الحقول المذهبية والدينية والحضارية. // انتهى // 19:31ت م 0241 www.spa.gov.sa/1983309
مشاركة :