الدكتور أحمد الهلالي عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف وكاتب رأي بصحيفة مكة ورئيس تحرير مجلة فرقد الإبداعية والمسؤول الإداري بنادي الطائف الأدبي وأحد المهتمين بالشعر والأدب والثقافة على مستوى المملكة العربية السعودية وصاحب عدة مؤلفات أبرزها : النور والظلام دراسة في الشعر السعودي (دراسة نقدية) ورواية سدرة المنتهى والغراب في الشعر الجاهلي وأرق الظلال ورفيق رئة وغيرها من المؤلفات. أجرت معه صحيفة الأحساء نيوز حواراً حول علاقته بالكتاب وكيف انجذب له وأول كتاب اقتناه وماهي الكتب التي صاغت فكره وثقافته ومن هم الكتّاب والمثقفين الذين تستهويه كتاباتهم وأفكارهم وكم ساعة يقضيها في القراءة وغيرها من الأسئلة تطالعونها في ثنايا هذا الحوار فإليكم نصه: السؤال الأول : كيف انجذب د. أحمد للكتاب وهل هناك أحد من العائلة ساهم بذلك ؟ د. الهلالي : كنت مولعا بالكتاب من الصغر، وقد تولد هذا الولع بين مكتبتين، مكتبة المدرسة المتواضعة، ومكتبة والدي الصغيرة جدا، فقريتنا لم تكن بها مكتبات غير هاتين، وكنت أحب تقليد والدي ـ يحفظه الله ـ فأدخل غرفته وآخذ من كتبه لأقرأ، فأجد منه ترحيبا وتشجيعا لي، وغالبا كانت كتبه دينية مثل (زاد المعاد ورياض الصالحين ومنهاج مسلم وغيرها)، أما كتب المدرسة فكنت أحب القصص، وخاصة المتوفر آنذاك (قصص المكتبة الخضراء)، كنت أستعيرها يوميا وألتهم كل ما فيها في البيت ثم أعيدها وأستعير أخرى. السؤال الثاني : أول كتاب اقتنيته دكتور ماهو اسمه ؟ ومن أين حصلت عليه ؟ د. الهلالي : أول كتاب اقتنيته كان من كتب السير الشعبية، كتاب سيرة بني هلال، أهداه لي أحد أقربائي الذين يسافرون إلى جدة، بعد أن فرغ من قراءته، وقتها كنت في المرحلة المتوسطة، وقرأت معه أيضا تغريبة بني هلال وكتاب عنترة بن شداد، وكتاب الزير سالم أبو ليلى المهلهل. السؤال الثالث : كتب أثرت في الدكتور أحمد فكريا وثقافيا ؟ د. الهلالي : من الكتب التي أثرت فيّ عميقا كتاب جاهلية القرن العشرين لسيد قطب، وكتاب أساليب الغزو الفكري لعلي جريشة، فقد زادا من حنقي على الغرب وعلى المجتمع، وحركا ظلالا قاتمة في أعماقي، وأشغلاني بالربط بين كل المظاهر والمشاهدات وفكرة المؤامرة والانحلال، ولم أبدأ التخلص من ذلك العبء الثقيل إلا بعد التحاقي بالدراسة الجامعية، وانفتاح نظري في الدراسات والقراءات الأدبية على عوالم رحبة بعد أن عصر التشدد روحي، وأرهق عقلي. السؤال الرابع كتب لاتمل من قراءتها دكتور ؟ د. الهلالي : قرأت كتبا كثيرة، لكن أكثر الكتب لصوقا بمفضلتي هي الكتب الفكرية التي يملك مؤلفوها لغة مميزة في عرض أفكارها. السؤال الخامس كتاب عرب أو غير عرب يستهوون الدكتور أحمد سواء في فكرهم أو أسلوبهم ؟ د. الهلالي : حقيقة الأسماء كثيرة جدا، لكني أحب القراءة في كتب محمود شاكر، وعبدالله الغذامي وعبدالملك مرتاض، وحسين با فقيه وكذلك تستهويني كتب عبدالرحمن بدوي، ومحمد الجابري، أما من المترجمات فغالبا أهتم بالكتب الفكرية أو المتعلقة بتخصصي. السؤال السادس : أي أنواع الكتب التي تستميل الدكتور أحمد ؟ د. الهلالي : مؤخرا تستميلني الكتب المتعلقة بالقضايا الفكرية بأنواعها. السؤال السابع :كم ساعة يقضيها الدكتور أحمد في القراءة ؟ د. الهلالي : في الماضي كنت أقرأ أكثر من اليوم وكنت ربما أقتص خمس ساعات من يومي في الإبحار القرائي، أما منذ التحاقي بالعمل الثقافي في أدبي الطائف وهموم الأبحاث الأكاديمية ومجلة فرقد الإبداعية ومشاغلي الحياتية فقد تدنت قراءاتي جدا، وبت أعاني كثيرا من ضيق الوقت المخصص للقراءة، وكثيرا من مشروعاتي القرائية مؤجلة للأسف. السؤال الثامن : هل لديك طقوس أو عادات معينة تفعلها قبل وأثناء القراءة ؟ د. الهلالي : كلا، فأنا قارئ أبحر مع الكتاب دون أي طقس يذكر، وإذا استحوذ الكتاب على اهتمامي فإني أطيع شعوري بالمتعة ولا أتركه حتى أكمله، وأستطيع القراءة في أي وقت وفي أي مكان دون قيود ولا طقوس، وأكثر ما يهمني (الهدوء) النفسي، والبعد عن الصخب. السؤال التاسع : مكتبة الدكتور أحمد المنزلية مما تتكون نريد نبذة عنها ؟ د. الهلالي : مكتبتي التي كونتها في منزلي كبيرة، وتحفل بكثير من العناوين خاصة في حقل الأدب العربي والنقد، قديمها وحديثها والأدب السعودي، وكذلك التاريخ، والثقافة العامة، والفلسفة، ناهيك عن كتب في الحقل الديني ودوريات أدبية مختلفة، لكن كعادتي أسوّف في فهرستها، ولدي مكتبة إلكترونية ضخمة على أجهزتي الإلكترونية أنهل منها الكثير، وأجد في القراءة عبرها متعة أكثر من الكتب الورقية. السؤال العاشر : مكتبات مولت مكتبة د أحمد ؟ وهل لديك مواقف أو قصص مع أحد هذه المكتبات ؟ د. الهلالي : غالبا أشتري كتبي من معارض الكتب، وقبلها كنت أشتريها من المكتبات المنتشرة، وما أزال أحتفظ بكتبي التي جمعتها إبان دراستي للبكالوريوس، وبعض كتب مكتبة والدي بعد أن كف بصره، وكثير من الكتب وصلتنا إهداءات من مؤلفيها خاصة في المجالات الإبداعية، وبعضها مما يعرض في الملتقيات والمهرجانات، ولا تحضرني قصة مع المكتبات حقيقة، فأنا لا أزورها إلا بقائمة مشترياتي، وأغادرها مباشرة. السؤال الحادي عشر : د. أحمد الجيل الحالي عازف عن القراءة قراءة الكتب ومنشغل بأمور أخرى ماهي الطرق الكفيلة من وجهة نظرك دكتور التي من شأنها أن تحبب هذا الجيل في القراءة؟ د. الهلالي : ملهيات عصرنا أثرت حتى على كبار القراء، وأصبحت مواقع التواصل تستنزف من أوقاتنا الكثير، وفي نظري أن المبادرات القرائية المتكاثرة اليوم تؤدي دورا مهما في شد نظر الجيل إلى القراءة، وثمة شرائح اجتماعية واسعة تمارس الفعل القرائي، وما الوعي الاجتماعي والحراك الثقافي والتسفار والإقبال على معارض الكتب إلا شاهد على إقبال الناس على القراءة والمعرفة، وحتى إن ظهرت تُهمٌ بأن الناس لا يقرؤون فإني لا أتفق معها كثيرا، لأنها ليست مبنية على أسس علمية حقيقية ولا استطلاعات مسحية تبرز حجم الفعل القرائي اجتماعيا. السؤال الثاني عشر : كتاب أو كتب بذلت المستحيل للحصول عليها؟ د. الهلالي : ربما أنا من المحظوظين الذين لم يقعوا في هذه الدائرة المحمومة من الشغف، فأنا لا أتابع جديد الكتب، ولا أطاردها، ولم تبدأ حاجتي الماسة للكتب إلا في مرحلة الأبحاث الأكاديمية منذ دراستي للماجستير، وكانت هذه المرحلة متأخرة، أغناني وجود الإنترنت عنها، لكن هذا لا يعني أنني لم أتعب للحصول على بعض الكتب. السؤال الثالث عشر : ماذا يمثل الكتاب للدكتور أحمد ؟ وماذا أعطاك وماذا أعطيته؟ د. الهلالي : الكتاب وعاء معرفي مهم جدا، ما يزال يحتفظ بقيمته العليا في سلم المعرفة، وقد أعطاني الكثير والكثير، أما أنا فما أعطيته إلا القليل. في ختام هذه الحوار كلمة أخيرة د.أحمد الهلالي ؟ د. الهلالي : أشكر أخي الأستاذ عبدالله المسيان على اهتمامه الثقافي، وحسه الإعلامي المميز في صحيفته المضيئة، وأدعو الأسر والمعلمين إلى زرع حب القراءة في أذهان النشء، كما أدعو كل مثقف وكل قلم مؤثر أن يدعم المبادرات القرائية، وألا يتشاءم ويعمم تشاؤميته على الأجيال باتهام الناس بالمراءاة حتى في اقتناء الكتب وعدم قراءتها، فالفعل القرائي موجود، ولولاه لما ازدحم الناس للاقتناء. لكم ولقراء صحيفتكم كل المحبة والتقدير، ولوطننا المجد.
مشاركة :