الحديث التركي المتناقض عن أهداف ما تسميها «المنطقة الآمنة» يضع عدوانها الحالي على سوريا بطبعته العسكرية المباشرة تحت إضاءة أشد وضوحاً على مشروع إعادة توطين وتغيير ديموغرافي يصعب تصور حدوثه من دون تطهير عرقي. آخر التصريحات التركية بهذا الصدد نقلتها وكالة «رويترز» عن رئيس إدارة الميزانية في الرئاسة التركية ناجي إقبال، أمس، إذ تحدث عن احتمال تخصيص تركيا أموالاً في ميزانيتها لعام 2020 لبناء مساكن للاجئين السوريين في «منطقة آمنة» تخطط لإقامتها في شمال سوريا التي بدأت قوات تركية في غزوها قبل ثمانية أيام. عودة اللاجئين لكنّ مراقبين يتساءلون: لماذا تضطر أنقرة لإنفاق ربما مليارات الدولارات على بناء مساكن للاجئين، في حين أن بإمكان كل منهم العودة إلى بلدته وممتلكاته في سوريا التي باتت معظم مناطقها آمنة؟. ومثلما يتعامل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع اللاجئين كورقة «هجرة غير شرعية» لابتزاز أوروبا، يلعب بهم كورقة «لاجئين» لتمرير التغيير الديموغرافي في شمال سوريا. يعترف ناجي إقبال أنه لا توجد مخصصات مالية في ميزانية 2020 لمشروعات الإسكان (في شمالي سوريا)، لكنه يقول «يمكن فعل ذلك إذا لزم الأمر». لكن استعادة الحكومة السورية لمدن رئيسية واستراتيجية في الشمال واقتراب الجيش السوري من الحدود مع تركيا أحياناً لأقل من ستة كيلومترات؛ يبدد مخطط المنطقة الآمنة، فهل يعيد أردوغان النظر في حساباته؟.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :