جل الجرائد الصادرة اليوم في إسرائيل خصصت عناوينها الرئيسية للحديث عن الإئتلاف الحكومي الذي نجح نتانياهو في تشكيله. بعض الصحف انتقدت الحكومة الجديدة معتبرة أنها هشة ولن تصمد طويلا. ففي آخر لحظة وقبل انتهاء المهلة المحددة أبرم نتانياهو اتفاقا مع حزب البيت اليهودي القومي الديني. حزب الليكود الذي يقوده نتانياهو كان قد تصدر الإنتخابات الماضية في إسرائيل ب 30 مقعدا فيما حل المعسكر الصهيوني ثانيا ب 24 مقعدا وهو ما جعله يضطر لتشكيل إئتلاف حكومي . قبل الإنتخابات الإسرائيلية سئل نتانياهو عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية فأجاب: المبادرة الدولية ستقدم من أجل العودة بنا إلى حدود عام 1967 بغية تقسيم إسرائيل . الأشياء المهمة هي أننا في حاجة إلى تكوين حكومة قوية، حكومة وطنية يقودها الليكود من أجل تخطي هذه الضغوطات . ورغم انتقادات المعارضة للإئتلاف الحكومي معتبرة أنه لا يشكل جميع أطياف الشعب الإسرائيلي، نجح نتانياهو في تأمين تأييد 61 نائبا من أصل 120 أي النصف زائد واحد وهي أغلبية الحد الأدنى المطلوبة لتولي السلطة. في المقابل اعتبر الكثير من الفلسطينين أن الائتلاف الحكومي الذي أعلنه نتانياهو سيكون حكومة يمينية عنصرية متطرفة تشكل خطرا على القضية الفلسطينية والعرب في اسرائيل. المتحدث بإسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نبيل أبو ردينة يقول : هي حكومة يمينية مؤمنة بالإستيطان ترفض حل الدولتين ولا زالت تدفع باتجاه استمرار الشلل السياسي الطويل المدى وهذا سينعكس على المنطقة بأسرها. هذا لن يشكل خطورة فقط على القضية الفلسطينية بل على المناخ السياسي العام في المنطقة . المتتبعون للشأن الإسرائيلي أجمعوا على أن السياسة الإسرائيلية لن تتغير سواء بهذه الحكومة أو بغيرها، ودليلهم في ذلك هو موافقة الدولة العبرية على بناء 900 وحدة سكنية استيطانية في حي رمات شلومو في القدس الشرقية.
مشاركة :