هادي المهدي يكتب : الدين لله .. الدين للجميع

  • 10/19/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بحث الانسان عن الدين من الوهلة الأولي لوجوده علي هذا الكوكب ، وكان بحثه عن الدين ليس فقط بحثا عن الاله بقدر ما هو بحث عن أجوبه عن أسئلته التي تشغله والتي لم يكن يجد لها تفسيرا ، وعلي رأسها الأجوبة عن الظواهر الطبيعية . فقد عاش الانسان ردحًا طويلا من الزمن يعزي الظواهر الطبيعية الكبري والكوارث العظيمه كالزلازل والبراكين الي قوي خفية شريرة في الكون ، وظل الانسان لفترة طويلة يتصور ان الكون له آلهة متعددة بعضها يحمل الخير للإنسان وبعضها الاخر يحمل الشر وهناك صراع بينهما .جاءت الاديان التوحيدية كحركه ثورية علي السائد في تصور الآلهة لدي الانسان في حقب التاريخ العتيقة لتؤسس لتصور جديد وهو الإله الواحد الذي بيده كل شيء خيرا كان او شرا ، وعلي رأسها الاديان التوحيدية اليهوديه والمسيحية والإسلام .وضعت اليهوديه نظرة إقصائية للآخر ( الغير يهودي) واعتبرت اليهوديه نفسها ديانه محليه لأشخاص معينه وغرض معين ( شعب الله المختار) ، حتي جاءت المسيحيه لتحيل الأمور الي فكره اكثر اكتمالا وهي الكنيسه الكونيه ، فصار الخلاص البشري ليس حكرا علي فئة معينه او طائفه معينه، الا انها مع فرضية كونيتها التي لاتستثني احدا من بني الانسان تأسس علي جدارها التاريخي مع اعتناق الامبراطور قسطنطين للمسيحية وتبنيها كديانة رسمية للدولة سلطة دينيه تمثلت في الكهنة والقساوسة كون الخلاص لايكون الا من خلالهم علي الرغم من كونية الخلاص في النص المسيحي المقدس .ثم اتي الاسلام ليعلن ان لا فضل لعربي علي اعجمي الا بالتقوي وان اكرمكم عن الله اتقاكم وان يعظم من شأن الديانه السالفه ( المسيحيه ) ، ناقدا لاتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله طبقا للنص القرآني في ضربة قاسمة لاي تصور لاقامة كهنوتيه علي اركان الدين الجديد .الا ان التراث الذي قام علي انقاض الخلافه الراشدة ومع تمكن الأمويين من الحكم في الإمبراطورية الاسلاميه أوجد كهانة اسلاميه تقوم علي رقاب العباد بحيث انقلبت تماما علي قيم النبوه المحمدية الاصليه والقيم القرانيه .لم يتح لي المقال ان أسهب في الغرض غير اني اهدف الي ان أقول ان المؤسسات الإنسانيه حين تتحول لمؤسسات كهنوتيه مقدسه بأسم الدين يصبح الامر خطرا علي الدين والأمة بل وخطرا علي الغاية الأخلاقية التي قام من اجلها الدين .

مشاركة :