لن نختلف جميعا إذا قلنا بأن لكل دين رجاله ، ليس الرجل بالمعني الجندري ولكن بمعنى طبقة من الاشخاص يحملون المعرفة الأكثر كمالا فيما يتعلق بالشأن الديني في زمانهم.لن نختلف ايضا اذا قلنا بأن كل دين يحمل في جوهره عقيدة معينة تمثل المحور الرئيسي لهذه الديانة وقد تتسع العقيدة لتشمل قوانين لزومية كما في الشريعة الاسلامية وقد لا تتسع لذلك وتبقي فقط على الرواية المقدسة التي يتفق عليها ويؤمن بها أتباع تلك الديانة.تشترك الاديان الكبرى جميعا في وجود نص كتابي متفق عليه يؤمن به أتباع هذه الديانات ، القرآن في الاسلام ، الكتاب المقدس في المسيحية ، التلمود في اليهودية.وبالعودة لرجل الدين فإن وظيفته الكلاسيكية تبقي هي حراسة هذه العقيدة المدونة في الكتب المقدسة ، ما يضع علي عاتق رجل الدين أمرا في غاية الخطورة وهو عملية تأويل النص الديني للأتباع والمؤمنين.هنا يقع رجل الدين في إشكال كبير فهو يجد مسارين أمام ناظريه بالكاد يكونان متنافرين ، تراثا دينيا من الماضي وفي المقابل واقع متغير ومتسارع لا يجد رجل الدين كل مواقف هذا الواقع واشكالاته مدونة في تراثه.إن رجل الدين المتنور هو ذاك الذي يضع نصب عينيه صلاح الاجتماع البشري فيعمد الى تأويل النص المقدس بما يتفق مع تقدم العقل البشري والحقوق الانسانية.
مشاركة :