(رويترز) - يستعد لبنان ليوم ثالث من الاضطرابات بعد أن اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة في أنحاء البلاد تعبيرا عن الغضب المتنامي من الأزمة الاقتصادية وتحولها لأعمال شغب في شوارع العاصمة بيروت.واحتشدت مجموعات صغيرة من المتظاهرين في وسط بيروت في محاولة للإبقاء على الاحتجاجات قائمة. وظلت حرائق اندلعت مساء الجمعة مشتعلة وتحطمت واجهات متاجر ومصارف في حي تجاري في العاصمة.وأمهل سعد الحريري رئيس وزراء لبنان ”شركاءه في الحكومة“ 72 ساعة للتوقف عن تعطيل الإصلاحات وإلا فسوف يتبنى نهجا مختلفا، في تلميح محتمل لاستقالته.واندلعت أحدث موجة توتر في لبنان بفعل تراكم الغضب بسبب معدل التضخم واقتراحات فرض ضريبة جديدة، بما يشمل المكالمات الصوتية عبر تطبيق واتساب، وارتفاع تكلفة المعيشة. وسحبت السلطات سريعا مقترح تلك الضريبة الجديدة بعد خروج أكبر احتجاجات في البلاد منذ عقود.وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن جماعته لا تؤيد استقالة الحكومة قائلا إن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية الحادة.وأضاف نصر الله في كلمة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة أنه يدعم الحكومة الحالية ”ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة“ وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.لكن نصر الله قال إن الحكومة الحالية لا تتحمل وحدها مسؤولية ما آلت إليه الأمور. وأضاف ”الكل يجب أن يتحمل المسؤولية وعدم الانشغال الآن في هذا التوقيت بتصفية حسابات سياسية مع البعض وترك مصير البلد للمجهول مما سيؤدي إلى مجهول أمني وسياسي“.ودعا كل الأطراف السياسية إلى تحمل المسؤولية بما فيهم حزب الله قائلا ”أولا الكل يجب أن يتحمل المسؤولية وأن يقبل سهمه من المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع. وثانيا أن يأتي ويشارك ويساهم في المعالجة. من يهرب، من يتخلى، من ينسحب، الشعب اللبناني يجب يحاسبه“.ويشارك في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام متظاهرون من مختلف الطوائف والدوائر وأعادت التظاهرات للأذهان ثورات اندلعت في 2011 وأطاحت بأربعة رؤساء عرب. ورفع المحتجون لافتات وهتفوا بشعارات تطالب حكومة الحريري بالاستقالة.وقال رمزي إسماعيل وهو مهندس يبلغ من العمر 60 عاما ”سيخرج الناس اليوم أيضا بكل تأكيد لأن فيه وجع... لكننا نعارض الاشتباك مع الجيش وقوى الأمن ونعارض التخريب“.
مشاركة :