بغداد: «الخليج»، وكالات واصل المتظاهرون العراقيون في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، أمس، تظاهراتهم للمطالبة بتنفيذ مطالبهم المشروعة، والتي تتمثل باختيار رئيس وزراء مستقل لخلافة عادل عبدالمهدي والمصادقة على قانون الانتخابات، فضلاً عن تحديد موعد للانتخابات المبكرة، مجددين رفضهم لأي مرشح يأت عن طريق الأحزاب السياسية وهددوا بالقيام بتصعيد كبير، في وقت حثت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، على كسر الجمود السياسي في العراق، مشددة على أن استمرار خسارة أرواح الشباب وإراقة الدماء أمر لا يحتمل، مطالبة السلطات العراقية بحماية حقوق المتظاهرين وتقديم مرتكبي القتل والهجمات غير القانونية للعدالة. ففي بغداد اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة الخلاني والمناطق المحيطة بها، فيما ألقيت قنبلة يدوية ثانية باتجاه القوات الأمنية في تقاطع ساحة الخلاني قرب مبنى أمانة بغداد، ما أدى إلى إصابة ضابط ومنتسب. كما تجددت المصادمات في ساحة الوثبة، حيث لجأت القوات الأمنية إلى إطلاق الرصاص الحي واستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين. وفي إطار الحراك السياسي، كشف مصدر سياسي، أن الرئيس العراقي برهم صالح سيكلف شخصية رشحت سابقاً لرئاسة الوزراء بهذا المنصب، مشيرا إلى أن صالح سيقوم بتكليف رئيس جهاز المخابرات الحالي مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة المقبلة، في حال لم تتوصل القوى السياسية لاتفاق نهائي. وأضاف أن «الكاظمي مدعوم من أغلب الكتل السياسية»، لافتاً إلى «تراجع فرص المرشحين الآخرين، وهما علي شكري ومحمد توفيق علاوي في الساعات الماضية». وفي الشأن ذاته، قال النائب عن تحالف «سائرون»، رياض المسعودي، إن «هناك العديد من المعايير التي نعتقد أنه من الضروري توفرها في الشخصية التي ستتصدى لمنصب رئيس مجلس الوزراء»، موضحاً أنه من «بين تلك المعايير الاستقلالية والمهنية والقوة في إنجاز الملفات الساخنة وفي مقدمتها تحقيق مطالب الجماهير وتطبيق قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق». وأشار إلى أن «الحوارات وصلت إلى مراحل متقدمة ونعتقد أنه سيتم الإعلان عن اسم المرشح وتكليفه بشكل رسمي في موعد أقصاه بداية الأسبوع المقبل» من جهة أخرى، قالت «يونامي»، في بيان، إنه «مع استمرار العنف وزيادة الإصابات في الاحتجاجات، فإن الممثل الخاص للأمين العام للعراق جانين هينيس - بلاسشارت، تحث على زيادة الجهود المبذولة لتحقيق المزيد من أجل كسر الجمود السياسي والضغط قدماً بإصلاحات كبيرة»، محذرة أن «استخدام القوة يكلف حياة ثمينة ولن ينتهي الأزمة». وشدد البيان، أن «استمرار الخسارة في أرواح الشباب وإراقة الدماء اليومية أمر لا يحتمل، معربة عن أسفها «في قتل ما لا يقل عن 467 متظاهراً واكثر من 9000 جريح منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي». إلى ذلك، كشف رئيس ائتلاف «الوطنية» إياد علاوي، أمس، عن لقاءات أجراها متظاهرون وناشطون مدنيون مع الجامعة العربية، واصفاً إياها ب«المثمرة». وقال علاوي في تغريدة على موقع «تويتر»، إن «اللقاءات التي أجراها المتظاهرون والناشطون المدنيون مع جامعة الدول العربية لنقل مظلوميتهم وما يتعرضون له من قمع كانت مثمرة للغاية». وأضاف علاوي، «سأواصل جهدي في تيسير لقاءات مماثلة مع المنظمات الدولية والحقوقية حتى يتوقف العنف الذي يمارس ضدهم وتتحقق مطالبهم العادلة».
مشاركة :