تصوير: خالد عياد قال الإعلامي اللبناني المعروف طارق أبو زينب: "نحتاج لرجل شريف في لبنان، يعمل مثل ما عمل سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في السعودية بمحاربة الفساد، واسترجاع أموال الدولة المنهوبة". وفي التفاصيل، تواصلت الاحتجاجات الشعبية المستقلة في لبنان لليوم الخامس على التوالي. وكان قد بدأ صباح أمس تدفق آلاف المواطنين على ساحة "رياض الصلح" في وسط بيروت سعيًا إلى تنظيم مظاهرة حاسمة، تؤكد توحُّد جميع الطوائف على المطالب الشعبية، ومن ثم انطلقت شرارة المظاهرات إلى جميع المناطق اللبنانية التي خرج فيها أكثر من مليون ونصف المليون في جميع المناطق الرئيسية. ووصف "أبو زينب" لـ "سبق" سير المظاهرات قائلاً: "شرع متظاهرون بالتحرك من ساحة الشهداء إلى رياض الصلح رافعين الأعلام اللبنانية، ومرددين (الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد إسقاط الرئيس، وكلٌّ يعني كلٌّ)، وسط إجراءات أمنية، فيما عززت القوى الأمنية الشريط الشائك الذي رفعته باتجاه السرايا الحكومية". وأضاف: "أطل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، كأنه أيقونة مقدسة، وبعده أطل حسن نصرالله مهددًا الناس، ولمح لتهديد الوزراء إذا استقالوا بمحاسبتهم، وأن الوضع الذي وصلنا إليه هو بسبب قوة سياسية، لا تؤيده في السياسة، ويقصد رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري، والدكتور سمير جعجع، والزعيم وليد جنبلاط". وتابع: "قال نصر الله أنتم نزلتم إلى الشارع يومًا أو يومين، لكن إذا نزل حزب الله إلى الشارع فلن يعود إلا بتحقيق مطالبه". وأشار "أبو زينب" إلى أن ما نراه اليوم في الشارع اللبناني هو نتيجة خيارات غير مدروسة بفرض من حزب الله وحلفائه، ومنهم الرئيس ميشال عون، على اللبنانيين. مضيفًا: "لقد بقي المجلس النيابي مقفلاً لمدة ثلاثة أعوام، وعندها وقع النواب أمام خيارين: إما انتخاب ميشال عون أو انهيار اقتصادي ومؤسساتي إذا لم يأتِ رئيس". وأضاف: "من ينظر إلى الشارع اليوم في كل لبنان يتبين له العكس، ويتبين له أن حزب الله وحركة أمل فوجئا من بيئتهما التي ترفضهما؛ فمدينة صور والنبطية وبنت جبيل والضاحية الجنوبية انتفضت، وهذا يعني أن حزب الله وحركة أمل لا يمتلكان الشارع الشيعي، ولا الدرزي، ولا الماروني، ولا السني". وقال: "توجد مجموعة وزراء فاسدة، عرقلوا مؤتمر سيدر الاقتصادي (الفرنسي) الذي سعى إليه رئيس الحكومة سعد الحريري، وعرقلوا الإصلاحات، وغضوا النظر عن الحدود اللبنانية الذي يوجد عدد من المعابر غير الشرعية بها، وتهرب البضائع، والكيبتاغون، والسلاح، والحدود مستباحة، ونسأل من يسيطر على المرفأ والمطار". وتابع: "أمس كانت فضيحة الفضائح، وهي أن لبنان يستورد النفط بأضعاف ما هو بحاجة له، وتبيّن أن هذه الكميات غير موجودة، وهُربت إلى سوريا، واللبناني اشتراها بماله الخاص بعملة صعبة، وقد كانت خسائر مصرف لبنان كبيرة؛ ولهذا السبب اتخذ مصرف لبنان في الآونة الأخيرة قرارًا بأن يعطي الدولار للشركات المستوردة للنفط ولشركات الأدوية والشركات التي تستورد الطحين حسب استهلاك السوق المحلي. أليس من المستغرب أن يخرج بشار الأسد بعد عشر سنوات من حربه ليقول إنه ليس مديونًا؟ لذا يسرق اللبنانيين برًّا وبحرًا وجوًّا، والمتظاهرون يطالبون بأن يُحاسَب المسؤولون عن هذه السرقات". وبيّن من خلال حديثه أن جبران باسيل يستلم ملف الكهرباء وملف النفط والخارجية، وغيرها من الملفات، وهذه الملفات هي سبب ديون لبنان. وأكد "أبو زينب" أنه بسبب تصريحات نصر الله فإن علاقات لبنان بكل الدول تزعزعت نتيجة تدخل حزب الله في الحرب العراقية والسورية واليمنية وفنزويلا وأمريكا، وغيرها من الدول باعتراف نصر الله نفسه؛ وهذا جعل من لبنان معزولاً دوليًّا ومراقبًا ماليًّا. فهل يدرك حزب الله حجم الخسائر نتيجة ما فعله؟! ومضى قائلاً: "هاجم نصر الله السعودية والإمارات وغيرهما من دول الخليج، بل أحيانًا دولاً أخرى في العالم؛ وهذا ما تسبّب بزعزعة ثقة باللبنانيين العاملين في الخارج، وتوقُّف أعمالهم وشركاتهم التي كانت المصدر الأساسي للعملة الصعبة، وعمل على زعزعة العلاقات اللبنانية - العربية". مؤكدًا أن تنفيذ حزب الله ٧ أيار، واستباحة بيروت، يعنيان تهديد الأمن الداخلي اللبناني. وحزب الله استباح بيروت والشويفات وعالية والشوف، وهدد أمن اللبنانيين الآمنين؛ لأنهم عارضوه سياسيًّا؛ فهو - ويقصد "نصر الله" - يهدد ويتوعد الدول في حال ضربت إيران بأنه سيضرب من يحاول الحرب معها، وسيضرب وسيدمر.. مضيفًا: "نحن اللبنانيين عرب الهوية والانتماء، ولسنا فرسًا". وألمح إلى أن كثيرًا من القرارات التعسفية صدرت بحق الشعب اللبناني؛ إذ كان ممنوعًا على بعض الوزراء أن يتحدثوا عن الكهرباء ولا النفط، وكذلك ممنوع عليهم أن تسيطر الدولة على حدودها، وممنوع عليهم أن يتكلموا بانتعاش السياحة التي سدت كل أبواب الإنتاج المالي أمام وجوه اللبنانيين، التي هي أساس في الاقتصاد اللبناني؛ فلم يجدوا حلاً إلا من خلال جيوب الفقراء. ولفت إلى أنه لتصويب الحراك السلمي والمظاهرات الشعبية في لبنان، وفي الاغتراب، يجب المطالبة بكف يد إيران وسوريا عن لبنان، والعمل على تحسين العلاقات اللبنانية - العربية، ومحاسبة جميع الفاسدين، وإعادة الأموال المنهوبة، وإلغاء جميع الضرائب التي تمس جيوب المواطن الفقير، وتطبيق اتفاق الطائف.
مشاركة :