كان عنوانًا مبهرًا وذكيًّا ذلك الذي عنونت به الوردية لخطاب مطالبة إدارة النادي الأهلي المرسل إليها بعدم تسمية الأهلاويين بـ "التماسيح"، وهو اللقب الذي أطلقته الجماهير الأهلاوية على نفسها منذ سنوات طويلة وكانت تتغنى به وتستخدم مجسماته الخضراء في مدرجاتها، محاكاة لرفع جماهير الاتحاد النمر المرقط بالأسود والأصفر. جاء عنوان "الرياضية" الذكي أعلى خبر الاحتجاج بـ "التماسيح يحتجون" وخلف العنوان إشارات ذكية كأنه يقول لإدارة الراقي عودوا وشاهدوا مباريات فريقهم في المواسم السابقة البعيدة والقريبة، ولكن ليست قريبة جدًّا تفاخر واعتزاز الجماهير الأهلاوية بالتمساح شعارًا لها، وأن اختيارها له اختيار ذكي فهو حيوان "بر مائي" وفي البيئتين هو مفترس شرس حتى إن كان فريسة سهلة في الماء للحوت الأزرق وفي البر للضواري ومنها النمر. الثقافة الخضراء ثقافة هشة في أغلب تفاصيلها وبانعكاسها على المنظومة الكروية تجعل منها ضعيفة أيضًا حتى والفريق يمتلك كل خصائص الفريق البطل سواء بتفريغه من مكتسباته كالاستغناء عن منصور الحربي وحمدان الشمراني وإعادة حسين عبد الغني ثم تحييده والتعاقد مع ظهير أجنبي، وهي قائمة على التبعية والتابع لا يمكن أن يكون سيّدًا لدرجة أنها تريد أن تمتلك كل شيء حتى إن لم يكن من حقوقها، فمن كان يفتخر بالراقي أراد فجأة أن يكون الزعيم ومن كان يتغنى بقلعة الكؤوس لسنوات طويلة قرر بينه وبين نفسه أن يكون "الملكي"، ومن كان يوسم نفسه بـ "المجانين" أراد في تميمته أن يكون "الليث الأخضر"، وهل هناك ليث أخضر إلا في عقول المجانين حتى أصبحت هذه المتناقضات مثار تندر الجماهير من مختلف الميول، لدرجة أنهم باتوا يخشون أن يأتي يوم ويطالب الأهلاويون بأن تكون ألقابهم "سكري القصيم" أو "فرسان مكة" أو "النموذجي"، لكنهم بالتأكيد لن يطالبوا بـ "العالمي"، حتى إن تأهلوا من الملعب عشر مرات لبطولة أندية العالم. لكن يبدو أن الرغبة في التخلص من لقب التماسيح تأكيد المتابعين أنها صاحبة دموع كاذبة. الهاء الرابعة حاولت أصدّقها دموع التماسيح وأشرح لها معنى ضبيح الحناجر وحاولت أجمّع لك شتات المسابيح وطغى الفقير ليا تحوّل لتاجر
مشاركة :