القضاء الأمريكي يبدأ محاكمة تاريخية لـ «إكسون موبيل» لخداعها المساهمين

  • 10/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت الثلاثاء محاكمة تاريخية لمجموعة النفط الأمريكية (إكسون موبيل) المتهمة بتلفيق تقديراتها لتأثيرات التغير المناخي لأعمالها، وتقديم تقديرات خاطئة للنفقات للمستثمرين المساهمين فيها من أجل تجنب التأثير في التوقعات المتعلقة بأرباحها.وسيكون الشاهد الأساسي فيها وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ويتوقع أن يتابع قطاع الصناعة النفطية والمدافعون عن البيئة بدقة جلسات هذه المحاكمة التي وصفها العديد من الخبراء بـ «التاريخية» بعد تحقيقات استمرت أربع سنوات.ويشبه البعض القضية بأنها بداية لسلسلة قضايا كتلك التي رفعت قبل سنوات على شركات التبغ تتهمها بتلفيق نتائج الأبحاث حول تأثير التدخين في صحة الإنسان.وتتهم الشركة بأن التقديرات الخاطئة أدت إلى تضخيم قيمة أسهم المجموعة بأكثر من 1.16 مليار دولار.وفي جلسة افتتاح المحاكمة التي حضرها عدد من الناشطين المدافعين عن البيئة، اتهم ممثل النائب العام كيفن والاس «إكسون موبيل» بالادعاء خطأ ولسنوات أمام المساهمين والمستثمرين، بأن خطط مشاريعها على الأمد الطويل كانت أكثر واقعية من مشاريع منافسيها، لأنها تتضمن مراعاة قوانين دول عديدة تريد الحد من انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة.وعرض والاس على شاشة كبيرة فقرات من مذكرات وجهت إلى المستثمرين، تؤكد فيها «إكسون موبيل» أنها تستخدم نظام تقديرات «أكثر صرامة» يشمل خصوصاً زيادة كبيرة في النفقات بسبب انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة بحلول 2040.وتابع والاس أن المجموعة كانت في الواقع تستند في حساباتها الداخلية إلى تقديرات أقل ارتفاعاً للنفقات من أجل تجنب التأثير في التوقعات المتعلقة بأرباحها، وقال: إن «المستثمرين كانوا يشعرون بالقلق من تأثير تغيرات المناخ في أعمال الشركة، ويطلبون معلومات ليتمكنوا من اتخاذ قرارات صحيحة»، موضحاً «أن (إكسون) قدمت لهم الكثير من التوضيحات، لكنها لم تكن صحيحة ولا دقيقة، لذلك يحق للمستثمرين الآن معرفة الحقيقة وطلب تعويضات».وتابع أن هذا العرض الخادع ترجم بتضخيم قيمة أسهم المجموعة، وتسبب بأضرار للمساهمين تقدر بما بين 476 مليوناً و1.16 مليار دولار.لكن محامي «إكسون موبيل» تيد ويلز رأى أن هذه الاتهامات «بعيدة تماماً عن الواقع». واتهم ويلز مكتب النائب العام بالتحرك «لدوافع سياسية» ناجمة عن حملة «للتشهير» بالمجموعة النفطية، تشنها وسائل الإعلام ومنظمات الدفاع عن البيئة. وأضاف أن نظام التقييم في الشركة يتضمن أسلوبين لقياس الخطر المناخي، لكن هذا لم يكن هدفه إطلاقاً خداع المستثمرين، بل كان يتطابق مع أشكال مختلفة لوضع التقديرات، وأكد ويلز أن المجموعة لا مصلحة لها في التقليل من كلفة التغير المناخي، وقال «هذا لا معنى له، ليس من مصلحتنا أن نغش أنفسنا».وسيكون نجم المحاكمة التي ستستمر ثلاثة أسابيع ريكس تيلرسون رئيس مجلس إدارة المجموعة من 2006 حتى تعيينه وزيراً للخارجية بقرار من الرئيس دونالد ترامب في يناير / كانون الثاني 2017، وقد أقيل في نهاية مارس / آذار 2018.وأعلن الاتهام والدفاع عزمهما على استدعائه للإدلاء بإفادته، ونظم الناشطون المدافعون عن البيئة تظاهرة صغيرة أمام محكمة مانهاتن الثلاثاء، وهم يأملون في الحكم على «إكسون موبيل» بدفع مبالغ كبيرة.وهؤلاء ينظمون حملة منذ 2015 ضمن المجموعة تحت وسم #إكسون_كانت_تعرف، مؤكدين أن المجموعة تعمدت إخفاء الأثر السلبي لنشاطاتها في البيئة، وهذا الاتهام أورده أيضاً خمسة أساتذة جامعيين، بينهم اثنان من هارفرد، وقد شبهوا خطاب مجموعات الطاقات الكبرى حول تبدل المناخ بالخطاب عن شركات إنتاج السجائر التي قللت لفترة طويلة من خطورة التدخين على الصحة.

مشاركة :