بدأت أمس محاكمة غير مسبوقة لمجموعة النفط الأمريكية "إكسون موبيل" المتهمة بخداع المساهمين بشأن مخاطر التغير المناخي، سيكون الشاهد الأساسي فيها ريكس تيلرسون وزير الخارجية السابق. وبحسب "الفرنسية"، يتوقع أن يتابع قطاع الصناعة النفطية والمدافعون عن البيئة بدقة جلسات هذه المحاكمة التي وصفها عديد من الخبراء بـ"التاريخية" بعد تحقيقات استمرت أربعة أعوام. وسيكون نجم المحاكمة التي ستستمر ثلاثة أسابيع ريكس تيلرسون رئيس مجلس إدارة المجموعة من 2006 حتى تعيينه وزيرا للخارجية بقرار من الرئيس دونالد ترمب في كانون الثاني (يناير) 2017، وأقيل تيلرسون بنهاية آذار (مارس) 2018. وقد أعلن الاتهام والدفاع عزمهما على استدعائه للإدلاء بإفادته، وخلال الجلسة الافتتاحية للمحاكمة التي حضرها عدد من الناشطين المدافعين عن البيئة، اتهم كيفن والاس ممثل النائب العام "إكسون موبيل" بالادعاء خطأ ولأعوام أمام المساهمين والمستثمرين، بأن خطط مشاريعها على الأمد الطويل كانت أكثر واقعية من مشاريع منافسيها، لأنها تتضمن احتمال تشديد قوانين دول عديدة تريد الحد من انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة. وعرض والاس على شاشة كبيرة فقرات من مذكرات وجهت إلى المستثمرين، تؤكد فيها "إكسون موبيل" أنها تستخدم نظام تقديرات "أكثر صرامة" يشمل خصوصا زيادة كبيرة في النفقات بسبب انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة بحلول 2040. ويؤكد والاس، أن المجموعة النفطية كانت في الواقع تستند في حساباتها الداخلية، إلى تقديرات أقل ارتفاعا للنفقات من أجل تجنب التأثير في التوقعات المتعلقة بأرباحها. وأضاف والاس، أن "المستثمرين يشعرون بالقلق من تأثير تغيرات المناخ ويطلبون معلومات، ليتمكنوا من اتخاذ قرارت صحيحة"، موضحا أن "إكسون موبيل" قدمت لهم كثيرا من التوضيحات، لكنها لم تكن صحيحة ولا دقيقة، لذلك يحق للمستثمرين الآن معرفة الحقيقة وطلب تعويضات. وتابع، هذا العرض الخادع ترجم بتضخيم قيمة أسهم المجموعة وأضرار للمساهمين تقدر "بين 476 مليونا و1.16 مليار دولار". لكن تيد ويلز محامي "إكسون موبيل" رأى أن هذه الاتهامات "بعيدة تماما عن الواقع"، واتهم ويلز مكتب النائب العام بالتحرك "لدوافع سياسية" ناجمة عن حملة "للتشهير" بالمجموعة النفطية، التي تشنها وسائل إعلام ومنظمات الدفاع عن البيئة.
مشاركة :