في الغالب لا يوجد طرف واحد يتحمل مسئولية التصعيد القائم في أزمة الدوري المصري لكرة القدم وعليه تقع توابعه ، ويبقى الطرف الآخر خاليا من الخطأ أو التقصير ، بل تؤكد الأحداث والمشاحنات في مجملها ان النزاع نشب بعوامل مساعدة وانضمت الى الأسباب الحقيقية التي أشعلت فتيل الفتنة وأزمتها المصطنعة .مع عدم الرؤية المتعمقة والنظرة التي يراها مسئولو الدولة متمثلة في الرؤية الأمنية والتنظيمية التي احيانًا لا يفهم الجميع ما يدور من كواليس داخل ملفات غير معلنة للجميع .وهنا تظهر اطراف وعوامل تحمل دوافع نفسية متمثلًا في التصنيف العنصري للتشجيع غير الرياضي ، والمبالغة في الانتماء لأندية القمة والمتمثل مؤخرًا في السوشيال ميديا والتي أصبح لها الكلمة والصوت في تحريك الأزمات الجماهيرية وتغذية حرب الكلام والتراشق بالألفاظ في الشارع الرياضي .وعلى ذلك النحو وسعيًا في حل الأزمة ومحاولة تقريب وجهات النظر تدخل مسئولو الدولة متمثلة في وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي والذي قام بمبادرة طيبة بالتوجه لمنزل الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الاهلي للاطمئنان على حالته الصحية في المقام الأول ومحاولة منه للجلوس على طاولة المفاوضات مع رئيس وأعضاء النادي وتوضيح الموقف الأمني من الخطاب المعلن من الجهات الأمنية بعرضه وتوضيحه، والذي بين به ان اللجنة الخماسية برئاسة الجنايني ليست طرفًا في مجاملة او الوقوف بجانب نادي الزمالك الذي هو في الاساس ليس طرفًا في الأزمة . خاصة ان المسابقة في بدايتها ومن المستحيل ان يتم الحكم على توجيهها بالمجاملة من الآن .علمًا بأن تجنب المناقشات وقفل باب الجدل في بعض تلك التخيلات التي تدور في عقول كل طرف من شحن زائد وتربص لخصمه، واعتبار كل طرف انه على حق في رأيه وما هو عليه من اصرار وتعنت قد يضر ويضعف من موقفه .وعليه فإن الحكمة والعقل يدعوان الجميع الى الخضوع والإذعان لهذا التشاور والتداول مهما كانت نتيجته طالما لا تنقص من قدر وحق جميع الأطراف في الحكم العام وليس من وجهة نظر شخصية ومن المستفيد ومن الخاسر بالنظرة التعصبية القائمة والحاكمة للحدث والنزاع ، والوصول لحلول وسطية ترضي الجميع مضافًا الى ذلك لا يخفى علينا النتائج التي تثمر عن ذلك اولها استقرار الشارع الرياضي المشحون بالشد والجذب، وتجنب الغاء المسابقة المهددة بالاستمرار ، المسابقة التي ترعاها شركات رعاية لأندية مرتبطة بعقود لاعبين وحقوق بث وغير ذلك من مهام والتزام تجاه شركات واشخاص .كذلك التجهيز والإعداد لمنتخبات مصر سواء الاولمبي او المنتخب الاول والذي يتم اختيار المنتخبات بنسبة كبيرة من الدوري المصري والذي تأثر العام الماضي مع خلل وتوقف المسابقة في اختيار عناصر المنتخب غير الموفق، والذي شارك في بطولة الامم الافريقية في مصر ولم يظهر بالمستوي الذي يليق بسمعة وكيان الكرة المصرية بسبب ما حدث من توقفات وشد وجذب لبطولة لم نستطع الخروج منها بعناصر تستحق التمثيل لمنتخب مصر.الكرة المصرية إن لم تخرج من حالة العنصرية والاحتقان الموجود في الشارع الرياضي والذي انتقل الى المسئولين من الأندية ومنظمي المسابقات فلن تنجح المنتخبات في التمثيل القادم ويكون الخاسر هو سمعة الكرة المصرية ومكانتها بسبب صراع قبل الحكم عليه، علينا تجنب دوافعه واسبابه التي تجرنا للخلف وتخرجنا من مكانتنا وسط القارة من اندية كبرى مصرية لها هيبتها ومنتخبات رياضية في مكانة لا تليق بسمعتها.
مشاركة :