هادي المهدي يكتب: الديمقراطية آلية ممارسة وليست جرعة دواء

  • 10/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرون يتحدثون عنها ، قليلون من يعرفون حقيقتها وأصولها وقواعدها أو أرجلها التي تسير عليها والتي لولاها لكانت غطاء لا قيمة له كما يحدث في الديمقراطية "الشكلية" الايرانية كأحد أشكال "ديمقراطية" الاسلام السياسي.لطالما سمعنا في منطقتنا العربية من قادة أحزاب ونخب ومثقفين ويساريين أننا مجتمعات غير مؤهلة للديمقراطية وأننا ما زلنا في اوضاع لا تسمح لنا بالممارسة الديمقراطية .البعض يتذرع بالقدرات الاقتصادية للدول رغم ان بعض دول الخليج يبلغ دخل الفرد فيها اضعاف دخل الفرد في اوروبا .البعض يتذرع بالأوضاع العرقية كون مجتمع مثلا كالمجتمع السوري يحتوي على عدة طوائف من شيعة وسنة وعلويين واكراد ودروز واثنا عشرية وغيرها بالرغم من ان مجتمعا كالمجتمع الامريكي قد تجد فيه الامريكي السني والامريكي الشيعي والامريكي العلوي بل قد تجد امريكان ليسوا من اصول امريكية اساسا .لن أطيل في دحض هذا الخطاب غير أن لي رؤية سأستغل أسطر المقال القليلة لعرضها .أولا : الديمقراطية آلية ممارسة وبمعنى اننا لا نقول هذا الطالب غير مؤهل للكتابة بل نقول هو لا يستطيع ان يكتب، فتتجلي الممارسة كآلية وحيدة لتعلم الكتابة فيظل يخطئ ويصيب حتى يتقن الكتابة تماما .ثانيا : الديمقراطية ليست شربة دواء يمكن تلقيمها للشعوب لحل كل مشاكلهم كما ينظر لذلك دعاة الاسلام السياسي من اجل بناء "ديمقراطيتهم" الصورية ولنا في ايران مثال علي ذلك ولنا ايضا في انتخابات ما بعد 2011 مثال علي ما اقول.ثالثا : الديمقراطية لن تتحقق بوجود الاسلام السياسي في المجال العام. فينبغي كشف الغطاء عن كل من يتحدث بخطاب هذه التيارات التي تمثل العقبة الأهم في مسار الديمقراطية وفي هذه النقطة يمكن للقارئ العودة لمقالي الاسبق "الاسلام السياسي كأزمة في المجال العام ".

مشاركة :