خرج أبو العلاء من بلدته مطرودا بعد أن اتهمه أهل بلدته بأنه يحاول إفساد الشباب بما يتكلم به اليهم في الاسواق والطرقات .قرر ان يركب البحر متجهًا نحو مدينة العصاة عساهم يقبلون به بينهم وقد لفظته مدينة القديسين، وحين ركب السفينة نظر الى مدينة القديسين، وقال أيها القديسون انني والحق أقول لكم لم أر عليكم أي قداسة قط إن عمامتكم التي تضعونها فوق رؤوسكم لهي مما تتاجرون به في الاسواق ، انكم طردتموني من بينكم لانني انازعكم ما تبيعونه في الاسواق، أنني وأنتم نحمل بضاعة عبارة عن كيس من الأفكار نتجول به في سوق البشر كل يوم،  غير أني أسير بسروالي وقميصي هذا حاسر الرأس أما انتم فتضعون عمامتكم فوق رؤوسكم لأنها سيف القداسة عندكم .انكم لن تمانعون في حمل السيف يوما اذا أزيلت عنكم عمامتكم التي هي سيفكم الذي تقتلون به الآن ، انني ما أراكم الا مخادعون جعلتم بين الله وعباده حائلا لا يملك مفاتحه غيركم ولما وجدتموني وقد فتحت هوة في هذا الحائل الذي شيدتموه فرأى الناس إلههم غفورا رحيما يُحلل لهم ما حرّمتموه عليهم ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قررتم نفيي خارج بلدتكم ، على ان لي اتباع قد نفذوا من هذه الهوة وهم الآن يسيحون في بلاد الله يدعون الناس للعودة الى انسانيتهم التي فطرهم الله عليها ، هؤلاء هم المصلحون حقا .وللحديث بقية كن جريئا في اعمال عقلك