تبقى الدراسة حول قارة أفريقيا دراسة محفوفة بالمخاطر ليس فقط لكونها القارة المظلمة كما تسمى او لكونها القارة الكتلة كما تسمى في مسمى آخر بل لأنها القارة الثانية في المساحة الرابعة في تعداد السكان التي تقبع في الحضيض حضاريا طبقا لمتوالية رينر قياسا الي القارات الأخرى .عانت افريقيا من الاستعمار الذي توجه صوبها بشكل ممهنج في القرن الثامن عشر حتى استطاعت اوروبا ان تحتل قرابة 85 % من مساحة القارة ، الامر الذي ترتب عليه اكبر هجرة جماعية في التاريخ البشري وهي هجرات العبيد قسرا لاوروبا والعالم الجديد (أمريكا) من اجل تعميره او قل احلاله بعالم جديد بسكان جدد بدلا عن السكان الاصليين وعليه سميت أفريقيا القارة الطاردة والقارة المضياف طاردة لابنائها مضيفة لمحتليها .الملاحظ ان القارة الافريقية تحركت دائما ككتلة واحدة او كسلسلة (chain) سواء عند تعرضها للاستعمار الذي تمكن منها في سنوات قليلة او عند تحررها منه فقد تحررت قرابة نصف القارة او اكثر في خلال خمس عشرة سنة فقط من العام 1955 حتي 1970 وكانت حركات التحرير اشبه ما تكون بالسلسلة المتسارعة التعاقب من بلد لاخر .الا ان القارة السمراء وكما قال الراحل جمال حمدان ان كانت بلا تاريخ فهي التي لها المستقبل وان كانت اوروبا هي القارة العجوز فان مراكز الثقل ستنتقل من المناطق الباردة الي المناطق الحارة .حسنا حدث ان تولت مصر تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يولي اهتماما خاصا بالقارة الافريقية تولت مصر رئاسة الاتحاد الافريقي لهذه الدورة فضلا عن تنظيمها لكاس الامم الافريقية صيف هذا العام .ان مصر قادرة علي ان تقود هذه القاطرة التي تنبأ لها جمال حمدان بالمستقبل وأن تتخرك (القارة الكتلة ) وفقا لسلسلة جديدة ولكن سلسلة تنموية ترفع من اقتصاديات القارة وبنيتها التحتية وهي الهموم الاولي لمواطني هذه القارة في هذه الفترة .
مشاركة :