يرتبط الناس بالأرض والمكان، فتصبح الأشياء المحيطة بهم والتي تكبر معهم جزءاً من تفاصيلهم ولحظات حياتهم، ويشعرون بالانتماء والحنين إليها، لا سيما إذا كانت تنبض بالحياة. وتناقل أهالي منطقة الباحة جنوب المملكة وبعض الحسابات المهتمة بالبيئة والتنمية الزراعية في السعودية بحزن، خبر موت شجرة معمرة تسمى "رقعة الحدب" في مركز "بني كبير" التابع للمنطقة، نظراً للقيمة الزمانية التي تملكها الشجرة والتي يزيد عمرها عن 400 عام بحسب أهالي القرية. كما وثق الأهالي انشطار الشجرة إلى نصفين بالفيديو مساء الثلاثاء بشكل مفاجئ دون معرفة الأسباب أو التفسير العلمي لذلك، وتداولوا عدداً من الصور لها، مؤكدين أن هذه الشجرة العملاقة لها قصص وحكايات تناقلتها الأجيال، وكانت تعقد تحت ظلالها مجالس الصلح وتروى القصص والأشعار، ويستظل بها العابرون. وذكر بعض السكان أن المعمرين من سكان المنطقة أكدوا لهم أنهم رأوا شجرة "رقعة الحدب" وهي بهذا الحجم في طفولتهم، الأمر الذي يعكس قدم تاريخها العمري. كذلك رأى بعض أهالي "بني كبير" أن الإهمال كان سبباً في تشظي هذه الشجرة، التي لم تجد الرعاية الكافية، على حد قولهم، من الجهات المختصة بالزراعة.
مشاركة :