أوباما يسعى لاستعادة ثقة قادة الخليج في «كامب ديفيد»

  • 5/9/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تار الرئيس الأمريكي باراك أوباما منتجع كامب ديفيد الريفي المثقل بالتاريخ للقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي من أجل هدف محدد هو طمأنتهم مع الدفاع عن تقاربه مع إيران. ومن المتوقع أن لا تكون الدعوة «المرحب بها» والمنتظرة «منذ وقت طويل» بحسب دبلوماسيين من المنطقة مجرد نزهة للرئيس الأمريكي مع ضيوفه. فبالإضافة إلى القلق حيال البرنامج النووي الإيراني والمخاوف إزاء امتلاك طهران سلاحاً ذرياً في نهاية المطاف مع حصولها على رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها، تشعر الدول الخليجية بأن الأمريكيين يريدون الابتعاد عن المنطقة. وسيستقبل أوباما قادة دول الخليج في البيت الأبيض الأربعاء المقبل قبل أن يلتقيهم الخميس المقبل في المقر الرئاسي في كامب ديفيد التي تبعد نحو 100 كلم إلى الشمال من واشنطن. ومن الرياض إلى ابوظبي مروراً بالمنامة، كان للكشف عن مفاوضات سرية بين طهران وواشنطن، قبل عامين، وقع الزلزال. وإذا لم تعد المفاوضات سرية، فإن المحادثات ليست تحت الضوء بشكل كامل. وقال دبلوماسي خليجي «نتلقى اتصالاً من كبيرة المفاوضين الأمريكيين وندي شيرمان من وقت لآخر. لكن هذا ليس كافياً» مشيراً إلى «عامين من انعدام الثقة». من جهته، يشدد البيت الأبيض على فوائد اتفاق محتمل مع إيرن حول برنامجها النووي لكنه يؤكد أنه ليس منخرطاً في عملية واسعة من أجل تطبيع العلاقات مع طهران. لكن قادة دول الخليج يرون تغيراً في المقاربة الأمريكية مشيرين إلى «الخط الأحمر» الذي حدده أوباما بالنسبة لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا لكنه لم يحرك ساكناً. كما أنهم قلقون حيال النفوذ الإيراني المتعاظم في سوريا وكذلك في العراق واليمن ولبنان. وقال أحد الدبلوماسيين في هذا السياق «خلال العامين المنصرمين، ازداد نفوذ إيران أهمية. نشاهد إرسال أسلحة أكثر وأموالاً أكثر». من جهته، يقول لاري بلوتكين بوغارت المحلل السابق لدى سي آي إيه ويعمل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن «حلفاءنا في الخليج لن ينتظروا من الآن وصاعداً أن تنتقل الولايات المتحدة إلى التحرك. فهم يعتقدون أن رد الفعل الأمريكي، في حال وجوده، ليس سريعاً أو قوياً بما يكفي». ويقول عدد من قادة المنطقة إن التدخل في اليمن حيث تقود السعودية تحالفاً عربياً يشن منذ 26 مارس الماضي ضربات جوية ضد المتمردين الذين تدعمهم إيران، قد ينذر بطريقة تصرف مختلفة. وقال دبلوماسي خليجي إن «اليمن يؤكد أننا لم نعد بحاجة إلى إذن يسمح بالتحرك». ومن المتوقع أن يصل قادة الخليج إلى كامب ديفيد مع لائحة للتسليح يأملون في الحصول عليها من أجل مواجهة إيران التي باعتها روسيا مؤخراً بطاريات صواريخ اس 300. وفي الإجمال، يبدو أن قمة اليوم الواحد تضع الرئيس الأمريكي في موقف دقيق خصوصاً في ظل الانتقادات العنيفة التي يوجهها خصومه في مجلس الشيوخ إلى استراتيجيته حيال إيران. ويضيف بوغارت أن «الولايات المتحدة ودول الخليج تحتاج بعضها البعض» لكنه حذر من التوقعات المبالغ فيها التي قد تخرج من القمة. وختم قائلاً إن «الأفعال أكثر أهمية من الأقوال بالنسبة لدول الخليج. ففي غياب مبادرات أمريكية في سوريا وغيرها، فإن القلق إزاء الموقف الأمريكي من إيران سيبقى مستمراً».

مشاركة :