العمري تترجم القصة السعودية في لافتات بصرية..!!

  • 10/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فيما تراجع العديد من الأسماء الثقافية، عبر شبكات وسائل التواصل الاجتماعي، عن الدور (النخبوي) إلى آخر (شعبوي)، تبعا لقناعات بدأت بفكرة «موت النخبة» وانتهت بشعبية شبكات التواصل الاجتماعي، ما جعل من جماهيرية الكثير من أولئك مجرد «لافتات أرقام» لا حقيقة لها في مقاييس التفاعل الشبكي، بمختلف روابطه التي لا تكلف المتابعين سوى لمسة أيقونية، ما جعل التنازل عن الدور الثقافي تبعاً لـ»الاستهلاك» الشعبي، ونزولاً عند رغبات الجمهور، بمثابة النزول إلى (البسطات) الإلكترونية، التي كل ما انتشر فضاؤها زادت تسطحا!. وعبر هذا المدى الرقمي الذي تجاوز مفهوم الاستخدامات الإلكترونية، كما تفسرها العديد من نظريات الإعلام والاتصال، وفي مقدمتها: نظرية الحاجات والإشباعات، ونظرية ثراء وسائل الوسائل، ونظرية رأس المال الاجتماعي، ونظرية انتقال (المعلومات/ الرسالة/ النص) على مرحلتين، وغيرها من النظريات التي استقرأت المحتوى والأثر عبر وسائل الإعلام والاتصال، حيث تظل المواقع الجادة في تقديم (المحتوى الثقافي) محل تفاعل حقيقي وجاد، ومحطة تلاق وتواصل وتفاعل عبر شبكات التواصل المجتمعي، مهما بدت أرقامها قليلة متواضعة المظهر!. وعبر هذه الرؤية الثقافية أشرعت القاصة والمترجمة تركية العمري عبر حسابها في «تويتر»، لافتات قصصية لقاصين وقاصات من مختلف مناطق المملكة، وذلك بترجمة (اقتباسات) من قصصهم إلى الإنجليزية، وبثها عبر حساباتها في شبكات التواصل، إذ تقوم العمري باستقبال النصوص القصصية، ومن ثم قراءتها، والخروج من باقتباسات، تمثل أعمق العبارات، وأكثرها جمالاً، بما يعكس ما وصلت إليه التجربة القصصية للكتّاب، ويجسد ما وصلت إليه القصة السعودية للقارئ الآخر، من تطور على مستوى تقنيات الشكل والمضمون، حيث تنفذ العمري الترجمة في لا فتة بالغتين العربية والإنجليزية. تنطلق رؤية تركية في ترجمتها من كونها لا تترجم النص الأدبي، وإنما تعبر به «الأنهار» إلى القارئ الآخر، لتقدم نصاً أشبه ما يكون بـ»أقصوصة» القصة الأصل، إضافة إلى خلفية مصورة مستوحاة من فضاء النص، وكأنها بذلك تضيفا بعد ونصاً بصرياً آخر، تستوحيه من فضاء النص المترجم، في رؤية بصرية تناسب إيقاع العصر القرائي، بلفت البصر والبصيرة إلى النص ومبدعه، لتقدم العمري بذلك صورة من صور جهود المترجمين السعوديين، الذين ما يزالون يقدون الأدب السعودي بجهود ذاتية، على أن الترجمة تعني: أن يعيد المترجمون «الحكايات» على مشانق الكلمات.

مشاركة :