الإعلامية ندى الكيلاني الحرية كلمة تعني الكثير و تختلف معانيها باختلاف طبيعة البشر لكنها بالمفهوم العام : هي حرية الإنسان و حقه الطبيعي في ممارسة الأشياء التي يحبها دون قيد أو شرط ضمن ضوابط معينة فالحرية المطلقة بدون أي ضوابط لا تصلح للجنس البشري فهي خاصة بالحيوانات فقط و طبعا تشمل الحرية حق الانسان في اختيار دراسته و عمله و شريك حياته و نوعية و شكل لباسه بالإضافة إلى قراراته و حرية أفكاره و معتقداته و اسلوبه في الحياة .و طالما الإنسان لا يؤذي أحدا بتصرفاته و أفعاله و أقواله فهو حر بنفسه و لا أحد يحق له مصادرة هذا الحق .لكن هناك تشعبات كثيرة و جدل كثير يدور دائما حول ماهية الحرية و مفهومها الحقيقي و متى تستخدم و كيف تستخدم و متى تتحول إلى غير معنى و مخالف للغرض الحقيق منها ؟؟؟ فعندما تستخدم حريتك في التجريح و الإهانة و الانتقاص من الأشخاص تكون قد خرجت من إطار الحرية فحتى لو كان رايك بأحد الأشخاص ليس جيدا أو لا تتقبله أو لا تحبه فهذا لا يعني أن توجه له الإساءة بأي شكل من الأشكال سواء بالقول أو الفعل .كذلك عندما تقحم رايك في اي شيء يخص الآخرين أو يمس حياتهم الشخصية و تفرضه عليهم دون أن يطلب أحد رايك أو نصيحتك تكون خرجت من إطار الحرية. أيضا عندما ترتدي ثيابا تخدش الحياء أو فيها عري و ابتذال أو خارجة عن المألوف ضمن مجتمعك و بيئتك هنا أيضا تكون قد خرجت من إطار الحرية. و عندما تنصب نفسك قاضيا شرعيا و تقرر من سيكون في الجنة و من سيكون في النار و من سيغفر الله له و من الذي لن يستحق الغفران تكون قد خرجت من إطار الحرية. و عندما تعتبر أن شريك حياتك سواء رجلا كان أم امرأة ملكا خاصا بك يحق لك التصرف فيه كيفما تشاء و يجب ان يتبع جميع اوامرك دون اعتراض و دون مشاركة في الحياة و دون الاعتراف بارائه و اهتماماته و أولوياته تكون قد خرجت من إطار الحرية. و عندما تعتبر أن كل من يشابهك بالطائفة أو المعتقد الديني هم على حق و البقية ليس لهم وجود و لا أهمية و لا قيمة تكون قد خرجت من إطار الحرية. و عندما تعنف أحدا من أهلك أو أطفالك متعللا بأصول التربية الصحيحة و عدم رخي الحبل و سياسة القمع و الاضطهاد بحجة الخوف على مصالحهم تكون قد خرجت من إطار الحرية. الحرية ليست سلاح تستخدمه ضد الآخرين الحرية سلاح تستخدمه لتدافع فيه عن حقوقك فقط لا أن تتعدى على حقوق الآخرين. الحرية ليست في عمل كل شيء وفق اهوائنا و ميولنا غير آبهين بالآخرين من حولنا ...الحرية ليست في الحب و العلاقات غير الشرعية و التنقل من شخص إلى آخر....الحرية ليست في التعري و مواكبة الموضة و ترخيص أجسادنا و جعلها مكشوفة للجميع ... الحرية ليست في شتم دين ليس ديننا و التقليل من شأنه و التمييز العنصري و الطائفي.... الحرية ليست في تحقير من حولنا لأنهم مختلفين و ليسوا بنفس المستوى الفكري و الاجتماعي ..... الحرية ليست في شرب الخمور و تناول المخدرات و السهر في الملاهي الليلية....الحرية مفهوم عميق جدا و قيم جدا لا يستطيع إدراكه إلا من امتلأ عقله بالفكر الناضج و الوعي العالي و الاحساس بالمسؤولية اللامتناهي .الحرية يجب أن لاتكون مطلقة كما ذكرت فالحرية المطلقة بدون أي ضوابط ليست بحرية أصل الحرية أن تكون بضوابط تحيط بها تقومها و توجهها و تمنعها من الانحراف و الدونية ... فضوابط الأخلاق و المبادئ و القيم ليست مانعة للحرية أو تحد منها أبدا إنما هي تتويج للمعنى الحقيقي للحرية و إلا أصبحت حياتنا كحياة الحيوانات اي أنثى تذهب مع اي ذكر فلا عقل و لا فكر و لا مبدأ و لا لباس و لا اي شيء .....فمن يريد الحرية حقا يحب يعلم أنها مسؤولية و ليست ضياع و سقوط في هاوية الحضيض .....
مشاركة :