ترقبت أسواق الأسم العالمية طوال الأسبوع الماضي تقرير الوظائف الأمريكي لما له من أهمية في تحديد اتجاه بوصلة الأسهم والسندات وجاء التقرير يوم الجمعة لينقلها من حالة عدم الاستقرار إلى استعادة الثقة والتفاؤل بالمستقبل. ترقبت أسواق الأسم العالمية طوال الأسبوع الماضي تقرير الوظائف الأمريكي لما له من أهمية في تحديد اتجاه بوصلة الأسهم والسندات وجاء التقرير يوم الجمعة لينقلها من حالة عدم الاستقرار إلى استعادة الثقة والتفاؤل بالمستقبل. وقد وضع التقرير والانتخابات البريطانية حدا لتدهور أسواق السندات السيادية العالمية التي شهدت حالة من الفوضى خلال الأسبوعين الماضيين في ظل غياب مؤشرات تشجع المستثمرين على منح ثقتهم للاقتصادات العالمية.و كشف تقرير الوظائف لشهر إبريل/ نيسان عن 223 ألف وظيفة وهو رقم أكبر بكثير من ما تحقق في شهر مارس/آذار الذي ثبت العدد فيه بعد المراجعة عند 85 ألف وظيفة. كما تراجعت نسبة البطالة إلى 5.4% لأول مرة منذ سبع سنوات. وبدا أداء الأسهم العالمية مترنحا منذ مطلع الأسبوع رغم الرهان في آسيا يوم الاثنين على إقدام البنك المركزي الصيني على ضخ المزيد من أموال التحفيز في ظل بيانات اقتصادية ضعيفة بعد أن كشفت قراءة بنك إتش إس بي سي عن تراجع في أداء القطاع الصناعي مسجلا 48.9 نقطة لشهر إبريل في أدنى تراجع له منذ سنة.ونشطت الأسهم الأوروبية رغم أن مؤشر فاينانشل تايمز كان مغلقا في يوم عطلة حكومية.واستفادت الأسهم الأمريكية من الشعور الايجابي في أوروبا لتنهي اليوم على تحسن طفيف مع شيء من الحذر ترقبا لمزيد من البيانات عن الاقتصاد. وأغلقت الأسواق الآسيوية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند يوم الثلاثاء في يوم عطلة رسمية في حين تراجع أداء الأسهم الأسترالية على خلفية قرار للبنك المركزي بخفض اسعار الفائدة للمرة الثانية هذا العام. وفي أوروبا عززت نتائج قطاع البنوك التي عكستها أرباح إتش إس بي سي عند 6%، ثقة المستثمرين مانحة الأسهم زخما محدودا في ظل ترقب مفاوضات اليونان مع المقرضين.أما في الولايات المتحدة فقد تراجع أداء الأسهم مع استمرار ارتفاع العائد على السندات الحكومية والبيانات الاقتصادية المختلطة خاصة ارتفاع العجز التجاري الأمريكي لشهر مارس/آذار إلى 51.4 مليار دولار وهو الأعلى منذ 2008، ليخسر داو جونز مئة نقطة. وبدأت الأسهم الصينية تداولات الأربعاء على نشاط ملحوظ إثر صدور بيانات مشجعة عن أداء قطاع الخدمات في حين حافظت بقية الأسواق الآسيوية على تحفظها بتأثير مما حصل في وول ستريت.وجاء أداء الأسهم الأوروبية مختلطا وسط بيانات اقتصادية متفاوتة بين الضعف والقوة. ولم يكن أداء الأسهم الأمريكية أفضل بعد التصريحات التي صدرت عن جانيت يلين رئيسة الاحتياطي الفيدرالي حول ارتفاع تقييم الأسهم وسط ارتفاع العائد على السندات الحكومية وارتفاع أسعار الطاقة. واستمرت حالة الحذر يوم الخميس لعدم توفر ما يرفع معنويات المستثمرين سواء من البيانات أو المؤشرات إلا في الولايات المتحدة التي أنعشت نتائج قطاع التقنية فيها الآمال لتنهي تداولات اليوم على مكاسب محدودة. واستقر أداء الأسهم الآسيوية يوم الجمعة تفاؤلا بما جرى في وول ستريت مساء الخميس وبتقرير الوظائف فضلا عن ضخ الصين مزيدا من الأموال لتحفيز الاقتصاد.وفي أوروبا استفادت الأسواق من النتائج غير المتوقعة للانتخابات البريطانية لتبلغ مكاسب البورصات ليوم واحد فوق 2%.وجاء تقرير الوظائف الأمريكي ليعزز الثقة ويمنح مهرجان التداول زخما جديدا وإن كانت تلك المكاسب دون الحد الذي مكن المؤشرات العالمية من الانتقال للون الأخضر كلها في نهاية الأسبوع. وتصدر مؤشر داكس المكاسب منهيا الأسبوع عند 11709.73 نقطة بزيادة 2.23% وشاركه في الاتجاه الصعودي كل من مؤشر داو جونز 0.93% ومؤشر ستاندرد أند بورز0.37% ومؤشر فاينانشل تايمز.087% في حين سجلت بقية المؤشرات الرئيسية خسائر ولكن بنسب لم تتجاوز 1% إلا في مؤشر هانغ سينغ عند 1.93%. البيانات الاقتصادية ساهم تقرير الوظائف في وضع حد لتلك الموجة ما ساعد على تراجع نسب العائد على السندات الحكومية خاصة الأمريكية فئة السنوات العشر التي أنهت الأسبوع على 2.12 % متراجعة 7 نقاط في يوم واحد وهو أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر حيث بلغ 2.31%. وحقق الدولار مزيدا من المكاسب بعد صدور تقرير الوظائف لكن نتائج الانتخابات البريطانية منحت الجنيه الاسترليني ميزة إضافية رفعته إلى أعلى مستوى له أمام الدولار ليصل إلى 1.5450 دولار أي بزيادة بنسبة 1.5%.أما اليورو فقد تراجع إلى حدود 1.1219 دولار نهاية الأسبوع بعد أن بلغ في وقت سابق أعلى مستوى له عند 1.1391 دولار. وأنعشت بيانات الاقتصاد والرهان على تأكيد تحرك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة هذا العام آمال المستثمرين الذين تخلوا عن التهافت على شراء السندات الحكومية التي سجلت اسعار العائد عليها بداية الأسبوع ارقاما غير مسبوقة. النفط والذهب شهد التداول على النفط حالة من الترقب وسط تقارير مختلطة حول الامدادات تباينت مع الجو الايجابي الذي أوجدته البيانات الاقتصادية ما حال دون استمرار سعر البرميل الذي بلغ ذروته منتصف الأسبوع عند 69.63 دولار وأنهى الأسبوع على 65.65 دولار. ولم يفلح الذهب في جني المكاسب من تراجع العائد على السندات وأنهى أسبوعه على تراجع ليبلغ سعر الأونصة 1.187 دولار فاقدة دولارين.
مشاركة :