إعداد: بنيمين زرزورالارتداد الذي شهدته مؤشرات الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي يعكس شدة القوى التي تتنازع قرارات المستثمرين بين الآمال المعسولة التي علقوها على عودة سريعة للانفتاح لم تلبث أن تلاشت، وحقائق مرة تكشفها بيانات الاقتصاد العالمي. بعد الخسائر الكبيرة التي تجاوزت 5% خلال الأسبوع قبل الماضي، ارتدت المؤشرات إلى اللون الأخضر، لكن ارتدادها لم يكن بالقوة التي تراجعت بها، ذلك أن المراهنين على انتعاش سريع على شكل الحرف V فقدوا حماستهم للمخاطر، نتيجة التراجع الذي شهدته أسهم القطاعات الأكثر ترجيحاً للانتعاش خاصة الطيران والفنادق، وبات الحديث الراجح اليوم عن دورة متعرجة من الانتعاش والكساد على شكل الحرف W. تراجع الزخم صمدت الأسهم خلال أيام التداول الخمسة دون خسائر؛ نتيجة استمرار نشاط الشركات المستفيدة من الوباء، وتغذيها وعود البنوك المركزية بضخ المزيد من الدعم، والتي كان آخرها إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن البدء بشراء سندات الشركات هذا الأسبوع، لكن المخاوف المتعلقة بموجة جديدة من تفشي الوباء خاصة في الصين بعد أن ظهرت إصابات جديدة في بكين، وفي ولايات أمريكية منها فلوريد وتكساس وكالفورنيا التي لم تتراجع فيها أعداد الإصابات، بالإضافة إلى التقارير الاقتصادية السلبية، خاصة تقرير طلبات إعانات البطالة الذي كشف الخميس، وللأسبوع الثالث عشر على التوالي، عما يزيد عن مليون طلب، كلها حالت دون بلوغ زخم التفاؤل بالعودة السريعة إلى الوضع الطبيعي مداه في استمرار مكاسب الأسهم. ووسط تصاعد قلق المستثمرين حول قدرة البنوك المركزية على حماية الأسهم من التذبذب إلى ما لا نهاية، سادت مسحة تشاؤم في الأسواق قد تمتد إلى الأسبوع المقبل، بعد أن ظهرت بوادرها يوم الجمعة، من خلال فتور التداولات، وتراجع أسهم قطاعات الفنادق والملاحة البحرية وشركات الطيران. المتصدرون وتقدم مؤشر ناسداك قائمة المكاسب بنهاية أسبوع متقلب كان حظه منه الأقل؛ حيث حافظ على لونه الأخضر طوال الأسبوع، مستفيداً من أداء قطاع التقنية، وأنهى المؤشر الأسبوع على ارتفاع بنسبة 3.75%، مغلقاً على 9,946.12 نقطة، وتلاه في ترتيب المكاسب مؤشر داكس الألماني الذي ارتفع بنسبة 3.17% وأغلق على 12,330.76 نقطة، وسط تفاؤل مستمر من تراجع أعداد المصابين ب«كوفيد-19» في ألمانيا، والإعلان عن عودة تدريجية إلى الحياة الطبيعية. وكان مؤشر فاينانشل تايمز في لندن بين أوائل المستفيدين على مدار الأسبوع مضيفاً 3.07% إلى رصيده، ومغلقاً عند 6,292.60 نقطة في مؤشر على اتساع نطاق التفاؤل بأداء جيد للاقتصاد البريطاني بعد الوباء، مع هدوء على جبهة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. المؤشرات الآسيوية وفي آسيا، كانت مكاسب المؤشرات أقل نسبياً؛ نظراً للإحباط المرتبط بموجة ثانية من الوباء ظهرت بوادرها في بكين، وسط تصاعد التوترات السياسية في المنطقة، بعد الاحتكاك الحدودي مع الهند الذي أسفر عن وقوع قتلى من جنود الطرفين، وقد أنهى مؤشر نيكاي أسبوعه على مكاسب محدودة بلغت 0.7% مغلقاً على 22,478.79 نقطة، بينما ارتفع مؤشر هونج كونج بنسبة 1.36%، ليغلق مساء الجمعة على 24,643.89 نقطة. السندات وتحركت معدلات أسعار العائد على السندات صعوداً، في ظل حالة عدم اليقين حول الاقتصاد الأمريكي، وبلغت مكاسب سندات الخزانة الأمريكية فئة السنوات العشر 3 نقاط أساس، ليستقر عند 0.694%، بينما ارتفعت معدلات العائد على فئة السنوات الثلاثين إلى 1.4%. النفط وبرغم غياب زخم الانفتاح الاقتصادي في دعم مكاسب النفط، فإن عدداً من العوامل الأخرى عوّضت ذلك الغياب ومنحت الأسعار دفعاً جديداً أهمها، استعداد مجموعة أوبك بلاس لخفض أكثر انضباطاً في الإنتاج، وتراجع أعداد منصات الحفر الأمريكية؛ حيث خرجت 13 منصة أخرى منها من الإنتاج، واستقر العدد بنهاية الأسبوع عند 266 منصة. وقد أنهى خام غرب تكساس الأسبوع على مكاسب بنسبة 2.34% ليستقر عند 39.75 دولار للبرميل، بينما استقر سعر خام برنت بنهاية الأسبوع عند 42.12 دولار للبرميل.
مشاركة :