نسمع في كثير من الأحيان مقولة (تجاوز الخطوط الحمراء) وهذه المقولة للأسف لا يوجد لها تعريف واضح أو دقيق أو متفق عليه فالبعض يعتقد أن معناها هو تجاوز المسموح به والخروج عن دائرة الحدود الموضوعة عرفًا وأخلاقًا، والبعض يجد أن تجاوز الخطوط الحمراء هو في تجاوز بعض الأنظمة والقوانين الحساسة، والبعض يجد أن تجاوز الخطوط الحمراء يكون في المساس ببعض الثوابت والأسس التي تقوم عليها الحياة والجرأة على قول أمر أو القيام بعمل خارج إطار العادات والتقاليد. فاللون الأحمر له مكانته وهيبته في حياتنا فهو عادة ما يستخدم للإنذار أو التحذير أو للتنبيه أو للفت الإنتباه وأحياناً يستخدم للطرد والإيقاف فهو من أهم الألوان في حياتنا كيف لا وهو لون الدم الذي يجري في عروقنا، وهناك قائمة طويلة من الخطوط ذات اللون الأحمر في حياتنا فخطوط محيطة بالثوابت الدينية وخطوط محيطة بالشؤون الأمنية والسياسية وخطوط محيطة بالتطاول والمساس بكرامة الآخرين والتشهير بهم وغيرها من الخطوط الحمراء الأخرى. واللون هو ذلك التأثير الفيزيولوجي الناتج على شبكية العين سواء كان ناتجًا عن المادة الصباغية الملونة أو عن الضوء الملون فهو إحساس إذن وليس له وجود خارج الجهاز العصبي للكائنات الحية، ولذلك فإن تمييز لون الخط الأحمر قد يختلف من شخص لآخر أو من جهة لأخرى فهو على الرغم من كونه خطًا أحمر واضحًا للعيان إلا أن البعض قد لا يميّزه لـ «كبر أو حمق أو جهل أو غباءٍ» فينظر اليه وكأنه خط أبيض أو أزرق ولا يكتشف بأنه خط أحمر إلا بعد أن يقوم بتجاوز هذا الخط وفي بعض الأحيان بعد فوات الأوان. أمن الوطن أحد الخطوط الحمراء المعروفة لدى الكبير والصغير ولدى القريب والبعيد وما حدث من قبل الحوثيين في اليمن من تجاوز لهذه الخطوط الحمراء ومهاجمة السكان الآمنين في جازان ونجران لن يمرّ مرور الكرام، فهم بهذا فتحوا أبواب جهنم على أنفسهم ولم يعرفوا معنى تجاوز الخطوط الحمراء كما لم يعرفوا غضب الحليم بعد . الخطوط الحمراء واضحة للكثير ومعروفة غير أن البعض لا يزال مصابًا بعمى الألوان ويأبى أن يتعالج منه وليس ذلك لعدم توفر العلاج بل لأنه في الحقيقة مصاب بعمى البصر والبصيرة . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :