على المستوى المحلي أعتقد أن من أكثر المواضيع التي تثار في الأوساط الاجتماعية هي تلك المواضيع المتعلقة بالمرأة وذلك في مختلف المجالات سواءً الشرعية أو الاقتصادية أوالتنموية ، فالمرأة السعودية هي محور العديد من القضايا المحلية وهي نصف المجتمع وتشكل 50% من الخريجين الجامعيين ، ولذلك فقد حظيت باهتمام خاص عند طرح رؤية السعودية 2030 وذلك من خلال استهداف رفع مشاركتها في سوق العمل من 22% إلى 30% ، كما تضمن برنامج التحول الوطني 2020 رفع نسبة مشاركة المرأة في الوظائف العامة إلى 42% . لاجدال في أن المرأة السعودية حظيت في الآونة الأخيرة بالعديد من الامتيازات والتمكين والتقدير وذلك في ضوء الضوابط الشرعية فهاهي تشغل 30 مقعداً في مجلس الشورى وتمكنت من كسب حق الترشح في الانتخابات البلدية وتقلدت العديد من المناصب العليا فهي مديرة للجامعة ورئيسة تحرير كما إنها ساهمت ومن خلال قرارات وزارة العمل المرتبطة بحصر العمل في بعض الوظائف المرتبطة بالمستلزمات النسائية من التواجد في سوق العمل بشكل واضح ، كما ساهم برنامج الابتعاث الخارجي في تأهيل وتطويرالمرأة وترشحها للعمل في مجالات جديدة فأصبحنا نجد المرأة السعودية في المجال التجاري والهندسي والقانوني والدبلوماسي بل ومؤخراً في المجال الرياضي وقد ساهمت جميع تلك المشاركات في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع وحضورها على الصعيد المحلي والدولي . المرأة السعودية نصف المجتمع ولها الحقوق والمكانة التي حفظها لها الشرع قبل أي نظام آخر مما ساهم في حضورها مؤخراً بقوة ، فهي تمضي في كافة تلك المجالات العملية في إطار الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية والمحافظة على عادات وتقاليد المجتمع السعودي فقد ضمن لها نظام العمل توفير بيئة مناسبة لعملها كما تسعى العديد من الجهات إلى تذليل كافة العقبات الأخرى التي تواجهها سواء على مستوى المواصلات أو غيرها من المعوقات التي تقف حاجزاً دون مساهمتها في التنمية وجميع ذلك لايأتي في كثير من الأحيان على حساب منزلها وأطفالها وزوجها بل يكون في إطار متوازن حالنا حال جميع المجتمعات الموجودة في العالم . مكانة المرأة السعودية في مجتمعنا محفوظة من خلال الضوابط الشرعية ولايمكن للجهات الرسمية أو المجتمع أن يسمح لأحد بأن ينال منها سواءً على الصعيد الإعلامي أو على صعيد الحياة الاجتماعية ولذلك فإن على المندفعين أوالمتحمسين لقضايا المرأة سواء بالتحفظ والرفض أو التأييد والدعم لقضاياها المختلفة بأن يضعوا نصب أعينهم بأن المرأة السعودية خط أحمر، فلهم إبداء رأيهم في قضاياها كيفما شاؤوا ، ولهم أن يقبلوا أو يرفضوا ماقد يطرح من اقتراحات أو أفكار ولكن دون المساس بمكانة المرأة وكرامتها وقيمتها فمكانتها محفوظة ولن تسمح الدولة والمجتمع بالنيل منها. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :