كتب - محمد حافظ: كشف السيد عبد الرحمن حسن السليطي المشرف العام على ساحات بيع الخضراوات والفواكه عن أن وزارة البيئة تدرس إنشاء ساحة جديدة في الريان في إطار خطة التوسع في إنشاء ساحات جديدة على غرار ساحات المزروعة والخور والوكرة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته تجربة الساحات والإقبال اللافت على منتجاتها من قبل المستهلكين. وقال، لـ الراية، إنه يجرى حاليا اختيار المكان الأنسب لإقامة الساحة بالتشاور مع وزارة البلدية والتخطيط العمراني التي ستخصص الأرض المناسبة لإقامة الساحة عليها وأيضا ستسهم في توفير كافة المرافق المطلوبة لها. وأكد أن الهدف من تعميم تجربة ساحات المنتجات الزراعية الاستفادة من النجاح الذي حققته خلال المواسم الماضية في دعم المنتج المحلي والمزارع والمستهلكين، مشيرا إلى أن الاهتمام بجودة السلع المعروضة ساهم بشكل كبير في تحقيق الساحات لأهدافها، حيث تم وضع اشتراطات ومعايير خاصة بجودة المعروضات من الخضراوات والفواكه وسلامتها. وأوضح أنه كان هناك تحليل دوري لمتبقيات المبيدات للمنتجات المعروضة بجميع المحلات للتأكد من مطابقتها للشروط الصحية بما يضمن سلامة المنتجات المعروضة. وأشار إلى انتهاء العمل بالساحات الثلاث هذا الموسم نهاية شهر مايو الجاري، وبذلك يكون هذا الموسم هو الأطول منذ بدء التجربة قبل ثلاث سنوات، حيث استغرق نحو 6 أشهر، على أن يتم زيادة الموسم المقبل ليكون 7 أشهر يبدأ في بداية نوفمبر ويستمر حتى نهاية مايو، بما يتيح فرصة أكبر للمنتجين والمستهلكين من الاستفادة من تجربة الساحات. وقال إن الغالبية العظمى من المستهلكين تتمنى استمرار الساحات الثلاث على مدار العام، إلا أن الأمر يتعلق بالإنتاج المحلي ومواسم الحصاد حيث تقل إنتاجية المزارع خلال فصل الصيف بينما تبلغ ذروة الإنتاج خلال يناير وحتى أبريل. للتأكد من جودة المنتجات وأسعارها رقابة صارمة على مدار اليوم أكد المشرف العام على ساحات بيع الخضراوات والفواكه أن هناك رقابة صارمة على مدار اليوم من قبل مراقبي الساحات، حيث يبدأ عملهم من الخامسة صباحا للتفتيش على المنتجات الواردة للساحات من المزارع والتأكد من جودتها وسلامتها ومطابقتها للمواصفات ولا يوجد مجال للتراخي عن تلك المهمة، بعدها تبدأ مهمة متابعة الأسعار وفق النشرة اليومية لوزارة الاقتصاد، حيث إن الأسعار المفروضة بالساحات تخضع لرقابة مشددة من جانب القائمين عليها، إذ يتم مراقبة أسعار المزاد خلال جميع أيام عمل الساحات ثم تفرض نفس أسعار المزاد (سعر الجملة) ليتم التقيد والبيع بها في الساحات ويستفيد المزارع من بيع سلعته دون أي رسوم للسماسرة والدلالين ويستفيد المستهلك بشراء منتجات متميزة إنتاجيا وتسويقيا وغير متوفرة بنفس الجودة خارج أسواق المنتجين، وهذا أول ما يميز المعروض من منتجات في الساحات عن غيرها ويتم البيع بأسعار تساوي أسعار الجملة لها. كما تتم مراقبة الأسعار بشكل مستمر من جانب موظفين مختصين يقومون على شؤون تلك الساحات حيث يتوفر بكل ساحة عدد 3 مراقبين ومشرف بالإضافة إلى وجود عدد (2) مشرف عام ورئيس للساحات وكل هذا الفريق الفني من المختصين يكون من ضمن مهامه المحددة مراقبة الأسعار خلال جميع أيام عمل الساحات (الخميس- الجمعة- السبت) من كل أسبوع بهدف التأكد من بيع السلعة للمستهلكين دون أية زيادات علاوة على وجود تنسيق دائم مع حماية المستهلك. وأكد أن تجربة الساحات ساهمت أيضا في تشجيع المزارع القطري بالاهتمام بالإنتاج الزراعي والسعي نحو مضاعفة إنتاجية المزارع، حيث تستهلك الساحات الثلاث نحو 50% من الإنتاج المحلي، بينما يتم بيع الباقي في السوق المركزي ويشارك في ساحة المزروعة 34 مزرعة وفي الوكرة 22 مزرعة والخور 23 مزرعة، مشيرا للكثير من الحوافز التي يحصل عليها المزارع علاوة على الاستفادة من التجربة من خلال التوسع في الزراعة بأسلوب البيوت المحمية بهدف توفر الإنتاج طوال العام وليس في الموسم فقط، إضافة إلى أن الورش التي تقوم بها البيئة مع المزارعين ضاعفت من وعيهم فيما يتعلق بأساليب تعبئة المنتجات في الصناديق بشكل جيد يضاهي المستورد وبما يحفظ قيمة المنتج ويشجع المستهلك على الشراء علاوة على زيادة حرص أغلب المزارعين على التواجد في الساحات لمتابعة البيع والتعرف على آراء المستهلكين، فضلا عن العائد المادي الذي يتحصل عليه خاليا من أي عمولات أو سمسرة كما هو الحال في السوق المركزي حيث يفرض التجار على المزارع ما بين 3 و5 ريالات على الصندوق. وأشار إلى أن المزارع المشاركة بالساحات تتبع أسلوبا تسويقيا متميزا يحافظ على جودة الخضراوات من خلال استخدام أحدث الطرق التسويقية من جمع وفرز وتدريج وتعبئة واستخدام عبوات كرتونية مناسبة لتعبئة الخضراوات، وقد قامت وزارة البيئة بعمل ورش عمل ودورات تدريبية لرفع كفاءة المزارع المشاركة ومساعداتها على تبني طرق تسويقية حديثة تحافظ على جودة الخضراوات المسوقة وتضمن للمستهلك الحصول على منتجات متميزة ومختلفة عن نظيرتها المعروضة بالسوق المحلي. ساحة الأغنام والمقاصب مفتوحة طوال العام قال عبدالرحمن السليطي إنه سيتم الإبقاء على سوق الأغنام والحلال بساحة المزروعة مفتوحا لأول مرة طوال العام، إضافة إلى الإبقاء على مقصب المزروعة والخور أيضا مفتوحين لخدمة سكان المنطقة نظرا للإقبال الكبير على شراء الأغنام من المزروعة، وهي مقسمة على 24 حوطة للأغنام وحوطة للأبقار والجمال وتقديم خدمات الذبح في مقصبي المزروعة والخور، بما يخفف الضغط على مقصب الأهالي والسوق المركزي خلال المواسم خاصة في رمضان وعيد الأضحى المبارك، علما بأن الطاقة الاستيعابية للمقصب تصل إلى 400 رأس في اليوم. أنشطة وخدمات جديدة بالساحات الموسم المقبل أكد السليطي أن العام المقبل سيشهد طفرة كبيرة في تطوير الساحات الثلاث سواء بإضافة أنشطة وخدمات إضافية أو من خلال تطوير المنشآت والبنية التحتية، حيث ندرس حاليا إضافة عدد من الخدمات الأخرى بالساحات وسيتم الإعلان عنها وقتها، إضافة إلى دراسة عدد من الخدمات الأخرى للمستهلكين ستشمل إضافة عدد من المنتجات وفقا لاستطلاع الآراء واستبيان ما يحتاجه المستهلك من الساحات. وأكد نجاح تجربة المهرجانات في جذب عدد كبير من المستهلكين مثل مهرجان العسل والذي تقوم فكرته في الأساس على توفير العسل في كافة أماكن البيع لإيجاد تنافس بين المزارعين على عرض أجود الأنواع وأقلها سعرا وسيتم تعميم التجربة لتشمل أنواعا أخرى مثل التمور التي من المقرر أن نبدأ بها خلال الموسم المقبل إن شاء الله. وأكد أنه بشكل عام فإن تجربة الساحات تعد ناجحة بكل المقاييس حيث إن الخضراوات المعروضة داخل ساحات المنتج الزراعي القطري تتميز بالجودة العالية حيث يتم اتباع أسلوب تسويقي متقدم تسعى الوزارة لنشره داخل المزارع وهو أسلوب يضمن الحصول على منتجات جيدة بأسعار مناسبة، كما أنه يتم تصنيف المنتجات لكي يكون المستهلك على علم بالدرجة التي يشتريها وبسعر أقل من مثيلاتها في السوق المركزي. وأشار إلى أن وزارة البيئة حددت مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تسعى لتحقيقها خلال هذا الموسم بما يخدم صالح القطاع الزراعي والتي من أهمها إقامة نظام تسويقي جيد للمنتجات الزراعية القطرية بما يضمن رفع جودة المنتجات المسوقة والتعريف بقيمة المنتج الزراعي القطري، بما له من مميزات متعددة لا تتوفر لنظيره المستورد، وهذا من شأنه خلق طلب متزايد على المنتجات الزراعية القطرية تكون حافزا لزيادة الاستثمار في القطاع الزراعي.
مشاركة :