أثار إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمقتل زعيم تنظيم داعش، «أبوبكر البغدادي» في سوريا، تساؤلًا حول علاقة أنقرة بالتنظيم ودعمه في الخفاء، رغم تصريحاته بدور تركيا في إتمام العملية.وخرج الرئيس الأمريكى بتصريحات مثيرة، الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩، عندما أكد أن عملية قتل زعيم تنظيم داعش تمت بمساعدة كل من روسيا وتركيا، وهو الأمر الذى نفته موسكو.المنطقة الآمنةجاء توقيت مقتل زعيم تنظيم داعش، تزامنًا مع الاتفاق المبرم بين أمريكا وتركيا، بشأن المنطقة الآمنة في شمال سوريا، وربما ذلك السبب دفع أنقرة للتعاون مع واشطن في مجال مكافحة الإرهاب من أجل إقناعها بالسماح للنفوذ التركى بالتزايد في الشمال السورى ودحر الأكراد.وفى عام ٢٠١٧، أشار مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، خالد عكاشة، في تصريحات لـ جريدة العين الإماراتية، إلى أن تركيا تبنت تنظيم داعش في نشأته، ليس فقط بسماحها للمقاتلين الأجانب بالمرور من أراضيها للالتحاق بالتنظيم، ولكن أيضًا دفع التنظيم للعب دور عسكرى منفصل عن باقى فصائل المعارضة السورية المسلحة.جدير بالذكر أن تركيا رفضت المشاركة في التنظيم الدولى لقتال داعش، الأمر الذى دفع الولايات المتحدة لتبنى الأكراد كقوة برية قتالية ضد داعش، وهو الأمر الذى أغضب تركيا كثيرًا، ما يرجح دعم أنقرة في الخفاء للتنظيم الإرهابي.صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكيةـ أكدت في تقرير بمارس ٢٠١٧، بدعم تركيا لتنظيم داعش الإرهابى ماليًّا من خلال شراء النفط المسروق من سوريا بأبخس الأسعار، فضلًا عن إنشاء أنقرة معسكرات لاستقبال المقاتلين، ومن ثم توزيعهم على مناطق القتال في سوريا.وتنوع الدعم التركى لـ«داعش» بين الدعم المادى من تسليح المقاتلين بأحدث الأسلحة والذخيرة، حيت تم تأهيل مسلحى داعش على أعلى المستويات مقارنة بباقى التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا وليبيا – بحسب الصحيفة.علاقة تركيا بتنظيم داعشرفضت تركيا الانضمام للتحالف الدولى لمحاربة التنظيم بداية الإعلان عنه وعودتها بعد تصريحات الولايات المتحدة هزيمة «داعش» يطرح تساؤلًا حول طبيعة العلاقة بين تنظيم داعش وأنقرة، خصوصا بعد قرار رجب طيب أردوغان الالتحاق بالمعسكر المنتصر (التحالف الدولي).خالد الزعفراني، الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، قال إن مقتل البغدادى يمثل ضربة قوية للتنظيم لأنه بمثابة القائد وله رمزية لدى أعضائه، ومقتله يؤكد فقدان التنظيم القدرة على حماية قياداته البارزين ما سيترتب عليه عدم تنفيذ عمليات كبيرة كما كان في السابق.وأضاف في تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن مقتل البغدادى يعتبر بداية حدوث الانقسامات داخل التنظيم، متوقعًا أن ٧٥٪ من أعضاء التنظيم الحاليين سيتركونه، وبالتالى سيعجز التنظيم عن تجميع خلاياه مرة أخرى.وتعليقًا على الدور التركي، أكد أن أنقرة ليس لها دور محورى في مقتل البغدادى لأن العملية جاءت بتنفيذ من المخابرات الأمريكية.
مشاركة :