عبد اللطيف الزبيدي هل رأيت قطع أحجار الدومينو تتداعى عكس الاتجاه المعروف؟ من يا ترى رآها وهي تستقيم فتقوم بعد انهيار؟ الآن: في أيّ الاتجاهين تسير أحجار دومينو العالم العربي؟ قبل سنوات كان نتنياهو يطير فرحاً وهو يمنّي النفس بأن دول العرب تصطف في انتظار دورها نحو المقصبة التي نصبتها المخططات الجهنميّة. طوال بضع سنوات لم يكن الرجل في هذا كاذباً. لقد كانت الهاوية التي حفروها للبلدان العربية، كأنما عهدوا بها إلى أبالسة السماوات والأرض. إذا كنت ترى أحجار الدومينو غير واضحة الاتجاه، فلا حرج عليك. إذا تفاءلت رأيت غير ما ترى إذا أنت تشاءمت. ههنا أصالة صورة شعرية جاهلية، جواد امرئ القيس: «مِكَرٍّ مِفَرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً». لكن، كن واقعياً وقل لنا بربّك: ألم يكن الأمل العربيّ يبحث عن الديمقراطية العربية على طريقة البحث عن إبرة في كومة من القش؟ التخلف قش وتبن هما كل قوت شعوب أنظمة طبائع الاستبداد. إذا كنت تتصوّر أن المشهد العربيّ لم يختلف فأنت واهم، تحتاج إلى دورة تأهيل في التحليل. ببساطة: كانت البلدان المنجرفة إلى الانحدار كافية للقطع بأنها كأحجار الدومينو المتداعية في اتجاه السقوط: العراق، ليبيا، سوريا... شيء مرعب. اليوم تونس، «ولا في الأحلام»، قيس سعيدٌ بتونس، وتونس سعيدة بقيس. الجزائر في مخاض ليس بالعسير ولا اليسير. لكن: «قسماً بالنازلات الماحقات.. والدماء الزاكيات الطاهرات.. نحن ثرنا فحياة أو ممات.. وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر». السودان قال له «البرهان» لقد «حمدوك». الشعب السوداني فيتوري الهوى: «أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا». لبنان سائر في سبيل ديمقراطي يسعى إلى استئصال الفساد الذي رسّخته المحاصصة الطائفيّة. سوريا تستعيد النفس الطبيعي تدريجاً، تجاوزت عنق الزجاجة. فلسطين بدأت تعود إليها الذاكرة، بدليل أنها صارت لها ردود فعل. حتى السلطة توشك أن تكون لها سلطة. العراق دم يراق، ودمع مهراق، ورضوض وازرقاق، لكن الآفاق، تبشر بإشراق، فشجرة المخططات تتناثر منها الأوراق، وما مصير المؤامرات إلاّ المحاق. على من لم يسمع منادي إرادة الحياة في حياة الشعوب، أن يصحو قبل فوات الأوان، لأنه قد يكون النداء الأخير. لزوم ما يلزم: النتيجة الإبداعية: أخطأت كونداليزا رايس وارتكبت حماقة تاريخية، الفوضى التي كانت تريدها للعالم العربي، ستكون خلاّقة ولكن للشعوب العربية. «فات المعاد». abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :