الشاعر والقاص عبدالله عبدالباري لنبض العرب ( القصيدة تأتي بلا موعد )

  • 10/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالله عبدالباري .. شاعر ليبي .. من الجبل الأخضر له بصمتة خاصة في كتابة القصة والشعر يكتب بصدق الاحساس وتنوع يراه احيانا بأن كتاباته هي من تكتبه عبر عن ذاته وعن حلمه فكتب عنه العديد من الكتاب والنقاد له العديد من القصائد والقصص الابداعية فكان لصحيفة نبض العرب هذه الوقفة الحوارية والتي ابتدانها:-– حدثني عن نفسك وبداياتك ؟ أنا لا أعرف أتحدث عن نفسي تحدثكم إصداراتي عني إقراؤها لتقرؤني وبداياتي .. تقريباً تفتح الوعي عندي على الدنيا وأنا أرغب في أن أقصَّ.. وبنزوحي من الطفولة وقصص الإنشاء .. شيئاً فشيئاً، لم يكن الهم يتشكَّل كما هو منطقي، .. بدأت أنشغل عن هذا الهم، لأن خيالي بدأ يتمدَّن ويتعقَّل، وصارت الكتابة أمنيةً جارحة لضميري تهبُّ كل فترة، وحاولت أن أهرب منها، ونجحت، لفترة طويلة. وفي فترة صعبة ضاقت بي وبآخرين وجدت نفسي أكتب القصة ومن بعض نصوص القصص وجدتني متورطاً في الشعر . – ماهي المؤثرات والأسرار التي كانت سبباً في كتاباتك ؟ – الكتابة أزمة، هكذا أراها، وهكذا أتصورها ، الكتابة بالنسبة لي نقلة نحو عالم يفضح النسق الوهمي، ويحاول تدميره من الداخل .. هذا حلم، لكنني أسعى إلى نقل رؤيتي عبر القصة المتزحلقة التي تبحث عن المشترك الإنساني الذي هو جوهر التفكير ومنبع الرؤى، متى وجدته كتبت .. هذه هي المؤثرات والسبب هي !. – حدثني عن أقرب إصداراتك إليك ؟. – بسؤالك هذا كمن تخيره من الأقرب إلى نفسه من بين بناته . – عرفنا عن عناوين نتاجاتك الأدبية ؟. ” نزيف الصمت – استئناس الصمت – طعم الوجع – حكايات الثورة – القتل على الهواء – رهينة – عبق المكان ” قصص قصيرة . ” قطرات من شلال الألم – صندوق قديم – الوطن أنت – القاهرة ” شعر .– ماهي أعمالك المقبلة ؟. ” زحام الأقنعة – عقارب تشرب القهوة – بنك الوجع ” مخطوطات قصص . ” عتبة الخمسين – وجع لذيذ – الكلام مازال ناعماً ” مخطوطات شعر . – كيف تستطيع القصة أن تمد جسور الصداقة بينك وبين المتلقي ؟. عندما أكتب نفسي والشارع وهو .. وعندما يكون للحكاية متلقي مفترض، له نحكي وبه نستنجد . – إلى أي حد ينحاز الكاتب للواقع ؟ عندما تستدعي الضرورة استدعاء طالب هذه المدرسة ليكتب عن قضايا الإنسان .. عن الصدق في التصوير .. عما يمس المواطن والشارع بشكل واقعي مباشر بعيداً عن الرومنسية في الأحلام والأوهام والخيال .. ليحاكي الناس بلغتهم بواقعهم وأرى إن كان لي رأي بأن قصيدة النثر أقرب إلى الناس لأنها تحاكي لغتهم ومفهومة لديهم أكثر ولهذا كله ولغيره .. يتسرب الكاتب من النماذج ” الكلاسيكية ” وينحاز كليةً إلى الواقع . – متى تقرر الانسحاب من قصة أو نص أدبي ؟ عندما ينتابني اعتقاد بأن كلامي سيكون غير مفهوم للمتلقي وهذا بالطبع أشد ما يؤلم الكاتب .. ولذا كتبت قصائد النثر بأسلوب السهل الممتنع . – تتعدد مدارس القصة الحديثة.. فهل تصنف نفسك ضمن واحدة منها، عربية أو غربية؟ أنا لست تربية مدارس في كتابة القصة، حاولت دوماً الهروب من التنميط، والعودة للطفل الخيالي الذي كدت أفقده للأبد . اتوقف امام كل نص اقرؤه لك فالمس انقلابا أسلوبيًّا على سابقته.. هل تتعمد ذلك؟ .- أنا لا أتعمد الانقلاب الأدبي، لكن كل ما في الأمر أنني لست أسيراً لأي عمل كتبته، أحياناً ما حاولت أن أسجن نفسي في عمل لي وأقلده، ولكن ثبت لي أنني غير قادر على ذلك. -يحدث في قصصكم نزوع إلى تضييق وحصر النطاق المكاني وتحليله والإحاطة به.. فهل يجعلك ذلك أكثر قدرة على صناعة النكهة المكانية؟ القصة القصيرة الجيدة هي غالباً كائن متوقد الذهن، لكنه لا يحب التجوال إلَّا لضرورة، لا يحب الخروج من مكان للدخول في آخر . إلا إذا كان ذلك يخدم موقف أو القصة . إذاً نحن نتفاعل مع المكان، ونرى فيه ما لا يراه غيرنا، وبالتالي نحن نتذوق نكهة المكان، ونعاند في سبيل أن نذيقها للآخرين، سواء كان هذا المكان موجوداً على أرض الواقع أو وليد المخيِّلة – يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم والبعض الأخر تكتبهم فمن أي الشعراء أنت، وكيف تولد القصيدة لديك ؟ القصيدة تأتي بلا موعد قد أكتبها في غضون دقائق وأحياناً تأخذ ساعات، المواقف هنا هي التي تتحكم فينا .. المواقف التي تتخطى حاجز الروح، هي التي تجعلني أكتب بعمق،ولذلك أعتقد بأنني أكتب القصيدة وأحياناً تكتبني . -لكل شاعر طقوسه الخاصة يمارسها أثناء كتابته القصيدة فما هي هذه الطقوس التي تمارسها أنت …؟ لست أسير طقوس محددة ، عندما تكتمل الحالة الشعرية لدي ، تخرج في أي وقت وأي طقس تشاء ، ولا تنتبه لأي شـــيء ، القصــيدة هــي التـي تخلق طقسها المتعب فيً ، شعريتي لا تحبُ ( البراويز ) و القوالب الجاهزة ، تحبً الهواء النقي كما الكلمات النقية -يتميز شعرك بالعمق والإيحاء والجمال ، ما هي مصادر إلهامك الشعري …؟ ليس هناك شاعر لديه مصادر محددة ، الموهبة والثقافة سويةُ ، تعطي الشاعر رؤيته الخاصة وأسلوبه الخاص طبعا لا اعرف أن قصيدتي إيحائية وجميلة أم لا ، هذا شيء أتركه دائماً للقراء والنقاد أصلا ،لكن من جانب آخر ،اهتم بخصوصيتي ، وعلى أن يكون لي صوتي الخاص بي وحدي ,-مار أيك بقصيدة النثر والى ماذا يشير إقبال الكثير من الشعراء على كتابة هذا النوع من الشعر؟ -قصيدة النثر هي نتاج ظاهرة الشعرية العربية ، هذه القصيدة لها عالمها الخاص ، لذلك خلال نصف قرن وأكثر أثبتت جدارتها بروح فائقة على يد ( الماغوط – أدونيس – أنسي الحاج – سليم بركات _ شوقي أبي شقراء – بول شاوؤل …الخ هي ذاتية أكثر مونولوجية أكثر ، بالإضافة إنها تملك مساحة واسعة من حرية الكتابة ، كما أن الإشكال القديمة تجاوزها الزمن ، فالزمن يجدد نفسه دائما ، وعلى الشعر أيضا أن يجدد نفسه ، من هنا تأتي أهمية قصيدة النثر ، وتأكيد ظاهرتها ، والإقبال على كتابتها ، قصيدة النثر , صارت لها شعراءها ، وصار لها مريدوها من القراء ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهميتها ، وتأثيرها في المشهد الشعري – والثقافي على حدً سواء , طبعا قصيدة النثر كشكل شعري لا تلغي الإشكال التي سبقتها هي تطرح نفسها دون إلغاء ، لما سبقتها ، وهنا تكمن فنيتها وشعريتها معا . ما الدور الذي يمكن أن يقوم به الشعر في التعارف بين الثقافات؟؟- كل فن أصيل، وليس الشعر وحده، يتوجه إلى الإنسان، أياً كان هذا الإنسان، حتى وإن كان هذا الفن وليد ثقافة معينة، ففي جوهر كل ثقافة عناصر إنسانية مشتركة تشيد جسوراً من التلاقي بينها وبين سواها من الثقافات الأخرى، وحتى حين يبدع الشعراء -مثلاً- قصائد يحضون بها مواطنيهم على التصدي للغزاة والمستعمرين الذين يريدون احتلال أوطانهم، فإن في هذه القصائد عناصر إنسانية، وإن كانت تبدو خافية في الأعماق، إذ يكفي أنها تشيد بقيمة “العدل” وتواجه “الظلم” الماثل نتيجة عدوان المتجبرين الأقوياء على من يتصورون أنهم ضعفاء-بصمة أخيرة تضعها في مسك ختام هذا الحوار؟ أتمنى أن أتمكن من إنجاز ما أصبو إليه من قصص ونصوص تلوح لي بعض ملامحها، وتخطر لي في بعض أوقات التأمل والفراغ، غير أنها لا تزال متأبية على التمظهر في شكل واضح، أو أنها على الأصح ما زالت تؤجل لسبب أو لآخر لحظة التخلق والتجسد الفعلي،والتي تنتظر لحظة الشروع في الكتابة، علماً بأن هذه اللحظة وما يليها من استنفار للمشاعر والأحاسيس، ومن تركيز لقوى الإدراك، تلعب دوراً كبيراً في تخليق العمل الفني وفي إضافة عناصر جديدة إليه لم تكن جلية ظاهرة في الذهن أو في الذاكرة حتى تلك اللحظة المباركة، وذلك هو سر من أسرار الخلق الفني ومن المؤشرات الأكيدة على عملية الإبداع. وشكراً لك أستاذة ريم على عمق هذا الحوار وأشكر للصحيفة استضافتي متمنيا لها ولك مزيداً من التألق في عالم الثقافة والإبداع .

مشاركة :