الشاعر العراقي رعد زامل يتحدث لصحيفة نبض العرب :القصيدة امرأة لايتكرر بين جموع النساء

  • 1/7/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يحمل أحاسيس شعرية مستمده من واقع مؤلم تعيشة منذ طفولته في قلق وتؤثر بسبب ماخلفته الحرب من دمار وخراب له العديد من الاصدرات كما يرئ بأن القصيدة تنشد المحبه وتطلق حمامات السلام بين الشعور ويختصر المسافات بمقاومة كل أشكال الظلام ولنتعرف عليه اكثر كان لنا معه هذا الحوار:- _عرفني عن نفسك وعن بداياتك ؟ _ بعمر مبكر استيقظت برأسي أسئلة كثيرة وبعمر مكسور آويت إلى ضفاف دجلة أبثها حزني وشكوى لازمتني منذ الطفولة بعد ولادتي في سنة 1969 في الجنوب الحزين للعراق وعلى رمال الشواطئ هناك رحت أرسم حزني قرب الأنهار العظيمة والمحاذية لبيتنا الذي كانت نوافذه تفوح برائحة الإنسان والطين البريء . طفولة مشوبة بالقلق والحرمان وصفارات الإنذار ووقع شظايا هنا وهناك ودوي انفجار قريبة . مع ذلك كان كل شيء يوحي بفجر ونخيل سأعثر بين فسائله الغريبة على امرأة تلوح لي في الخيال ومضت السنوات كبرت بسرعة غريبة وما جاء الفجر بالنخيل والفسائل ولا بتلك المرأة البعيدة . في جامعة بغداد بدأت رحلتي مع الكتابة تنضج أكثر في بداية تسعينيات القرن الماضي. _ ما هي المؤثرات والأسرار التي كانت سببا في كتاباتك ؟_ روح شفيفة وقلب بريء في واقع محفوف بالمخالب والفخاخ ورأس يبحث عن أجوبة لأسئلة تأتي وتمر وتبرق في الذاكرة في كل المواسم . كثيرة هي المؤثرات ولامعة هي الأسرار , ربما أهمها أسرار الحرب وصدمة الفتى الحالم . لن أنسى صدمتي الأولى يوم عثرت على ذراع مبتورة لجندي كانت الذراع مرمية مع النفايات على أطراف المدينة , لقد دفنت الذراع في التراب لكنها ظلت تطوف برأسي أو حيرتي أمام حبيبة لا استطيع ان أقدم لها وردة في عيد ميلادها فلقد أكل الحصار كل حقولنا في الوطن الحالم. _هل القصائد التي يكتبها الشاعر والكاتب تخترق وجدانه وتلامس روحه؟ _ لا شك في ذلك فالشعر والكتابة الرصينة عموما تنطوي على رسالة إنسانية ثم ما جدوى القصيدة إن لم تنطلق من قلب حي لتستقر في قلب حي أيضا والنص الحي هو النص المنطلق من ضمير لا يصدأ . _ كيف يستطيع الشاعر والكاتب أن يمد جسور الصداقة بينه وبين المتلقي ؟ _ تمتد جسور التواصل عندما ينفتح الشاعر بنصه ليكون نصا كونيا أي يعالج ويصور هموما إنسانية مشتركة . المتلقي لا يريد الضياع وتبديد الوقت في التأمل بكلمات لا تفضي إلى معنى وهم وموقف معين . بالنتيجة يجب ان يحصل القارئ او المتلقي على نوع ما من الكنوز في منجم اللغة التي يطالعها. _ يقال ان بعض الشعراء يكتبون قصائدهم والبعض الآخر تكتبهم فمن أي الشعراء حضرتك؟ _أنا مع الذين مع نبض القصيدة حيثما يشاء قلبها , القصيدة التي ترسم ملامحي وتأخذني معها الى البرية لتطلقني بعد ذلك صرخة في العراء. مع القصيدة التي تحملني معها طفلا ضالا يطارد فراشات الدهشة في حقول اللغة وضفاف الأحلام. _ لكل شاعر وكاتب طقوسه الخاصة يمارسها أثناء كتابته فما هي الطقوس التي تمارسها حضرتك ؟_الليل صومعة العشاق وخيمة المجانين والسكينة شرفة المتهجدين في ذلك الليل هذا كل ما احتاجه لتدوين غربتي في الركن المنسي من هذا العالم الذي يسحق أرواحنا بعجلاته الظلامية , علبة من التبغ الرخيص ترسم بدخانها ذهولنا ونحن نحدق في بئر الغياب , غياب الإنسان فينا منذ ان ألقيناه في غيابة الحب وجئنا بقميص عليه دم كذب ثم لا احد يصدقنا فلقد تخلصنا من أخينا الإنسان . هنا أجد طقوسي في ركن هادئ يتيح لي وقتا للتأمل بذلك البئر السحيق في نفوسنا. _ما الدور الذي يمكن ان يقوم به الشعر في التعارف ببن الثقافات؟بوسع الشعر الآن ان يرسم ويصور إنسانيتنا المفقودة بوسع القصيدة ان تنشد للمحبة وتطلق حمامات السلام بين الشعوب التي مزقتها آلة الحرب والدمار . مثلما هناك عقول صنعت آلة الدمار يجب ان نصع بقصائدنا أيضا مساحة للمحبة ونعيد الملامح المستلبة من وجوه البشر . الشعر اليوم يختصر المسافات بين البشر ويعبر الحدود محلقا بأجنحة المقاومة , مقاومة كل أشكال الظلام والقبح والبربرية. _ كيف تري عمق القصيدة؟_يكمن عمق القصيدة بفرادتها وقيمتها الفنية وبغرابة تشكيلها ودرجة أصالتها في سلم الخلق الإبداعي, القصيدة امرأة لا تتكرر بين جموع النساء تراها بالصدفة وتظل ملامحها عالقة إلى الأبد في الذاكرة . _إلي أي حد ينحاز الكاتب للواقع ؟_الكتاب الكبار يخوضون في أسئلة الواقع فما من نجاح يتحقق انطلاقا من الوهم . انحاز الى الواقع دوما ولكن ليس على حساب لذة الخيال المتوازية مع خط الواقع . _ عرفنا عن عناوين نتاجك الأدبي ؟_أولا اعترف ان كل ما كتبته هو تمرين لخوض رحلة مع القصيدة التي تأتي ولا تأتي وهنا لا بد من الإشارة الى الأعمال الشعرية التي أنجزتها على صعيد الترجمة وكتابة الشعر وهي : صدر لي في الشعر : • أنقذوا أسماكنا من الغرق \ دار الشؤون الثقافية بغداد 2009 • خسوف الضمير \ دار الروسم \ لبنان 2014 • اختلطت على بوصلتي الجهات \ دار أوراق \ بغداد 2018 صدرت لي في الترجمة : 1- ظلال وأزهار \ رواية \ دار نينوى \ دمشق \ 2016 2- محاربو قوس قزح \ رواية \ دار نينوى \ دمشق \ 20173- الأخلاق والدين \ دراسات \ دار الرافدين بيروت 2017 _ هل هناك إضافات غابت عني؟ أبدا كانت الأسئلة شاملة وواضحة ومهمة لي . _ بصمة أخيرة تضعها لنا مسكا للختام ؟شكري لجهودكم في تسليط الضوء أولا وثانيا هذا النص :في كل فجرأصحو على دخانولهبفي كل ليليرصدني الظلام بسريرمن حطبشرر هنا يقذفني بشرروما من أحد يقول للحرب :كوني برداوسلاما على رعد زامل في كل يومعند الصخرةأذبح حلما من أبنائيوأدفن خلف التلفكرة من بناتيوفي كل واد عند العشبأضع السكين على قلبيوعندما أهم به عليهلا أحد يقول لي :انا فديناه بكبش هزيلولو ذبحته وانتهى الأمرفلا أحد سيقول لي :لقد صدقت الرؤيا يا رعد زامل!

مشاركة :