بداخل أعماق كل إنسان أحلام كثيرة، وأمنيات تداعب خياله بين حين وآخر، وربما هو ما نسميه "أحلام اليقظة"، وليس فينا من ليس له أحلام يقظه، يغوص من خلالها مع خياله وذاته، فقد تجد من يبتسم بدون سبب مباشر، هو فقط مستمتع بعالم الخيال الذي يتصور فيه أنه أصبح وزيرا أو ملكا او عالما كبيرا، ونجما من النجوم ومشاهير المجتمع المحلي أو حتى الدولي، ليصبح عالميا في مجال من مجالات الحياة، كثيرا ما يحدث ذلك الإحساس مع الكثيرين ومن كل الفئات العمرية حتى الأطفال.وأيا كانت الحالة الاجتماعية لهذا الحالم رجلا كان أو أمراة، فهم ملوك أحلامهم وامراء طموحاتهم التي تراودهم مرات ومرات، لكن الرائع في هذا من يحولون تلك الطموحات إلى طاقة ايجابية تضع أقدامهم على طريق التنفيذ والنجاح وتكون بمثابة السفينة التي تحملهم إلى الهدف المرجو، فتكون وقودا لتحقيق امنياتهم، لكن ليس كل من تمنى ظل محافظا على تلك الأمنية وعمل على تحقيقها، فالغالبية بمجرد اصطدامهم بصعوبات ومعوقات الواقع، وعقبات الحياة والمجتمع فتجدهم تراجعوا عن طموحاتهم ونسوا أحلامهم تماما، ثم ارتدوا رداء الفشل والخيبة والإخفاق! مستسلمين لمشاعر الهزيمة ثم جلد الذات، وأنهم ليس في امكاناتهم تحقيق ما كانوا يسعون إليه، وأنه طموح كبير لا يقدرون عليه! بالطبع هذا إحساس سلبي ينعكس على الشخص بآثاره السيئة التي تصيبه بالإحباط واليأس، متخليا عن حلمه القديم، في الوقت الذي يذكرنا التاريخ والواقع المعاصر بنماذج كثيرة وضعت حلمها نصب عينيها، وبالفعل حققوا أحلامهم عندما اصروا على تحقيقها، وأخذوا بكل الأسباب التي حفروا بها في ساحة أحلامهم ليتحول الحلم المستحيل إلى حقيقة، فأصبحوا من نجوم ومشاهير التاريخ وسيظل تذكرهم صفحاته بالمجد للابد، ولأنهم لم يستسلموا ولم يدعوا اليأس الذي يقودهم للفشل، بل في كل مرة يفشلون في مرحلة ما، كانوا ينهضون من جديد ولا يزالون يحاولون حتى كللت جهودهم وأحلامهم بالتحقق والنجاح .. فلقد خلق اللهُ الإنسانَ وجعله خليفة في الأرض ليقود الحياة لذلك منحه مساحة كبيرة من حرية القرار والمسؤولية اتاحت له الأخذ بالأسباب {فأتبع سببا}.وكما يقول الشيخ النابلسي : "الله منح الحياة لمن يحب ومن لا يحب".. والعبرة بالطموح والاجتهاد والأخذ بالأسباب والتوكل على الله حق توكله .. وبالقراءة في كتب علم النفس ومحاضرات التنمية البشرية والنفسية تجد عدة نقاط مهمة ووتوجيهات مفيدة أهمها :- أن تحترم احلامك وطموحاتك وتحرص بشدة على تحقيق أمنياتك..- لا تستسلم لإحساس الفشل بل انهض ومن أخطائك تعلم .. فكما يقولون : الناجحون هم من يدركون ان الفشل هو اختبار لمعدن الشخص وصلابته، وقوة تحمله وقوة إرادته وعزيمته ..- ابتعد عن كلمات الفشل ولا تصغ للمحبطين .. فلدينا أشخاص في دائرة علاقاتنا ؛ كل مهمتهم إحباط الآخرين وبث روح اليأس في نفوسهم، فلو استجاب لهم الجميع لما وجدنا شخصا ناجحا ولا قادرا على أداء عمل ولا إنجاز مهمة ..- لا تتوقع ان طريق النجاح والتفوق وتحقيق الطموحات طريق سهل وأنه مليء بالورد والياسمين، فهو يتطلب جهدا فوق جهد وطاقة مضاعفة فوق طاقتك ، مع قوة الإرادة والعزيمة والإصرار والتحدي ..ويضيف علماء النفس ناصحين العازمين على تحقيق احلامهم : "اجعل لنفسك وقفة صريحة مع الذات لمعرفة إيجابياتها وسلبياتها، ليتم التغلب على نقاط الضعف وتحسين مواضع القوة.. فمحاسبة النفس ومصارحتها من أهم عوامل النجاح. مواجهة الذات تتطلب شجاعة، والكثيرون يتهربون من هذه المواجهة، والمواجهة الصادقة للذات ستجعل الكثيرين يراجعون أنفسهم ليدركوا إمكاناتهم ".احلم كما شئت، طالما كانت أحلامك وطموحاتك واقعية، ثم اطرد اليأس من قاموس حياتك، وتصالح مع نفسك، واعرف قدراتك وثبت جوانب القوة في نفسك وعقلك، ولا تدع الآخرين يقللون من قدراتك أو يستهينون بحلمك وطموح، وتأكد أن الطموحات العقلانية تخلق القدرة على النجاح والتفوق بإذن الله .
مشاركة :