ناصر خليفة يكتب: قوى معنوية تحكم قوى العقل والمنطق والواقع

  • 12/22/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بداخل كل واحد منا مجموعة الطاقة والإمكانات المعنوية من الأحاسيس والمشاعر وهي الدوافع الأساسية التي تحرك أفكارنا وعقولنا ومن ثم إرادتنا التي توجه طاقاتنا لفعل معين أو قول ما، لذلك كثيرا ما نجد أفعالا وأقوالا خارجة على حدود العقل والمنطق ولا تمت للقواعد المنطقية والنظامية بصلة !ولأن المشاعر والاحاسيس متقلبة ومتغيرة ونسبية من شخص لآخر ومن جماعة لأخرى فهي التي تتحكم في القناعات والمعتقدات، وحتما لدينا خلل فطري غريزي في منظومة المشاعر والأحاسيس التي تتحكم في قناعاتنا !!وبالتالي أصبحت القناعات نسبية وبالمطلق ! فكل معتقدات الإنسان نتيجة لقناعة مصدرها إحساس معنوي خالص ! لذا يتضح أن الانتماء للوطن إحساس معنوي، ومن ثم الخيانة والغدر والقتل والحب والكراهية الخوف والأمان السعادة والحزن الصدق والكذب والوضوح والنفاق والمكر والشفافية والأنانية والحقد والجحود والحسد والنفاق والولاء والطاعة وغيرها من الصفات والسمات و الأفعال والأقوال وكل ما تحتويه دائرة الخير والشر بداخلنا؛ كلها نتيجة لدوافع معنوية وإنفعالات خاصة بكل شخص وهي متفاوته ومتنوعة ومتقلبة داخل نفس وذات الشخص الواحد الذي تقوده تلك القوات المعنوية لفعل ما لدرجة انه يصبح على قناعة تامة أنه على حق وصواب وان أفعاله منطقية وفي منتهى أصول العقل والمنطق ! وبالتالي مهما تناقشه تحاوره وحاولت تعديل مساره وفكره، لا يمكن أن يستجيب ولا يتغير فالقوة المعنوية التي شحنت طاقته وتحكمت في إرادته وعقله وفكره بلغت من القوة مالا تتحول أبدا ،! وحوار الإعلامي عماد الدين أديب مع الإرهابي خير دليل ! فهو يقتل وهو مقتنع تماما أنه يفعل شيء يرضي رغبة أحاسيسه ومشاعره تجاه الله !قال من تعالى ذكره {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها} وقال أيضا {ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه}. على هامش طغيان الأحاسيس والمشاعر وتنوعاتها رصدنا الآتي : ما بين مفهوم "العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب وظرف التنزيل "، من جهة وعكس هذا المفهوم بالتركيز فقط على سبب التنزيل وليس بعموم اللفظ وصلاحه لكل زمان ومكان من جهة اخرى ؛ أصبح الدعاة والمفسرون يموج بعضهم في بعض موجا، في محيط من فيضانات الإفراط والتفريط وما بين قطعية الثبوت وظنية النصوص، وقطعية الدلالة وظنية التأويل والتفسير، ومن ثم صار المجتمع العربي والإسلامي كله في تخبط وحيرة ما بين جماعات نظامية تتخبط في محيطها، وجماعات إرهابية تتخبط في سياق نصوص اجتزأها بعضهم وفسروها بما يتلاءم مع أهدافهم وخط سير أعمالهم الإرهابية، وبين هؤلاء وهؤلاء إعلام يصطاد في الماء العكر ويزيد النار إشتعالا !، وما زالوا في "التراهات" ماكثين فيها أبدا .. إذن كيف تتقدم أمة وفي جيدها حبل مفتول من الجهل والتعصب والاختلاف وقوى معنوية اخطاؤها فاقت الواقع والمنطق بمراحل !، فريق إرهابي متشدد يحمل من التراث فوق رأس فكره وجل عقله، يكاد لا يرى غيره، ولا تدرك بصيرته شيئا مخالفا له، وفي ذات الوقت يقابله فريق من ذوات الإنفلات الأخلاقي والانحلال والتسيب ومعهم أصوات تطعن في التراث كله خيره وجهده وتجاوزاته وهفواته ! ..الفريقان لا عائد من خلفهم ولا حصاد غير مزيد من العنف وكثير من التسيب . وفي ظل ذلك كله وما خفي منه ؛ لا تسأل: لماذا وعد ترامب بصهينة القدس، ولا تندهش لموقف العرب الهش!..ويبقى الحال على ماهو عليه حتى إشعار آخر ..ويبقى أيضا الأمل في عودة العقل العربي الذي خرج ولم يعد . مازالوا في انتظار طير أبابيل لترمي ترامب والصهاينة بحجارة من سجيل !ومن علو أصواتهم تحسبهم ايقاظا لكنهم مازالو رقود . نوم العافية يا عرب

مشاركة :