أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن المواجهة الشاملة هي الأمثل في وجه الاحتلال ومشروعه الاستعماري في المنطقة. وقالت الجبهة، في بيان صحفي بمناسبة مرور 102 عام على وعد بلفور، إن “ذكرى مشؤومة وأليمة تحل علينا تجسدت بالجريمة التي ارتكبتها بريطانيا الاستعمارية من خلال منحها وعد بلفور للحركة الصهيونية، على حساب شعبنا الفلسطيني وأرضه وحقوقه، في أكبر جريمة إرهابية منظمة ارتكبت بحقه في القرن العشرين، وما زالت فصولها مستمرة”. وأضافت الجبهة، أن “هذه الجريمة أكدت على مدى الترابط العضوي بين القوى الاستعمارية والإمبريالية وبين الحركة الصهيونية وأهدافهما ومصالحهما المشتركة في السيطرة والتوسع والهيمنة على مقدرات وثروات وحقوق شعبنا وشعوب أمتنا العربية وكل الشعوب المناهضة لأهدافها، لذلك لم تتخلَ هذه القوى عن حضانة ورعاية المشروع الصهيوني ودولة احتلاله، وتوفير الحصانة لها، لتصل صلافتها واستعلائيتها وعنصريتها إلى استمرار جريمتها بالوعود التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ وصوله لسدة الرئاسة، وطالت القدس واللاجئين والأونروا والجولان والضفة والأغوار”، كجزء من مخطط تصفية للقضية والحقوق الفلسطينية أطلق عليه اسم صفقة القرن”. وأوضحت أن “نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته العظيمة المستمرة، ونضال قوى التحرر العربية والعالمية، التي تساند وتدعم نضاله، ولم تسلم باختلال توازن القوى، شكّل الحلقة الرئيسية في عرقلة اندفاعة هذا المشروع الصهيوني الاستعماري من تحقيق كامل أهدافه المعلنة، لكن الوضع الرسمي العربي الراهن، ومنه الفلسطيني على وجه التحديد بكل تداعياته السلبية، يوفر الفرصة لاستمرار اندفاع هذا المشروع، وتقدمه ليستمر في تفكيك عوامل النهوض العربي والانقضاض على الحقوق الوطنية الفلسطينية، مقابل تعزيز قوة العدو الصهيوني ودعم ممارساته العدوانية ومخططاته التوسعية، ودعم بعض الكيانات العربية الرسمية الرجعية واستمرار فتح الأبواب للتطبيع العربي مع هذا العدو”. وشدّدت على أن “المواجهة الحقيقية للعدو الصهيوني ولمشروعه الاستعماري الإمبريالي، ولكل ما شكل ركائز بنائه المادية وغير المادية، بما في ذلك وعدي “بلفور – ترامب”، يتطلب أن تكون المواجهة شاملة بحجم وقوة وشمولية واتساع الاستهداف، من خلال النضال المستمر والدؤوب في كافة المستويات لحماية الثوابت والحقوق، وتعزيز المقاومة الشاملة باعتبارهما الرافعة الأساسية لتحقيق أي إنجاز سياسي وطني لشعبنا، والتصدي لمخاطر المرحلة واستحقاقاتها”. وقالت إن “الفكاك والتحلل من اتفاق أوسلو والتزاماته ونتائجه الكارثية على شعبنا وقضيته وحقوقه ونضاله، باعتبار ذلك أولوية وطنية، وتنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني، الموجب على القيادة المتنفذة تنفيذها، والعمل على إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها أولوية وضرورة وطنية واجتماعية مصيرية، وهذا يحتاج لامتلاك كل أدوات الضغط اللازمة وطنيًا وشعبيًا، لوضع الرؤية الوطنية التي قدّمتها القوى الثماني من أجل إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، وبناء استراتيجية عمل موحدة، لمشروعنا الوطني التحرري والديمقراطي”. ودعت الجبهة إلى “بناء جبهة شعبية عربية مناهضة ومقاومة للعدو، وللسياسات الرسمية العربية المهادنة له، وتعمل للخلاص من معاهدات التسوية التي وقعتها بلدان عربية معه، وتدعم قوى المقاومة وتحميها سياسيًا، ومواجهة السياسات العدوانية الأمريكية في المنطقة، وحلفاء العدو الصهيوني من القوى الغربية الإمبريالية الشريكة في العدوان على شعبنا وأمتنا”. وطالبت “المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني في إلزام العدو الصهيوني بتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وحقه في الحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير”.
مشاركة :