* الأسبوعَ الماضي ترأَّسَ معالي وزير التعليم د.عزام الدخيل اللقاءَ التشاوريَّ لمديري الجامعاتِ الحكوميةِ.. وذلك لمناقشةِ.. الجودةِ في التعليمِ الجامعيِّ.. بما ينعكسُ على مخرجاتِ العمليةِ التعليميةِ ورفعِ مستوى الخريجين. * الحديثُ عن التعليمِ الجامعيِّ.. مليءٌ بالشجونِ.. والآلامِ.. وكوني أستاذًا جامعيًا.. أشعرُ بغصَّةٍ مؤلمةٍ جدًا.. لما آلَ إليه مستوى أداءِ الجامعاتِ.. فالمؤسفُ والمبكي أن العقودَ الثلاثة الماضيةَ شهدتْ انحدارًا مخيفًا في أداءِ الجامعاتِ.. بحيثُ تحوَّلَ همُّها لملاحقةِ التصنيفاتِ العالميةِ.. بعيدًا عن جوهرِ أدائِها الأساسيِّ.. خدمة المجتمع.. البحث العلمي.. التأهيل المعرفي.. المخزن الفكري. * هذا كلُّه انعكسَ سلبًا على الأساتذةِ.. والطلابِ.. والمناهجِ.. فتحوّلَ أداءُ الأساتذةِ إلى مُدرِّسي مدارسَ عامةٍ.. وغلبتْ السلبيةُ على أداءِ الطلابِ.. فلم تعدْ للجامعةِ هيبتُها التعليميةُ.. إلى الحدِّ أن كثيرًا من الطلابِ يأتي إلى الجامعةِ بملابسَ أشبه ما تكونُ ملابسَ نومٍ.. أو استراحةٍ.. ودونَ مستلزماتٍ منهجيةٍ كتبٍ.. نوتاتٍ.. أقلامٍ.. وخلافَهُ وكأنَّ الطالبَ في نزهةٍ.. أو استراحةٍ كذلك الحال للتجهيزاتِ الملازمةِ كالمناهجِ.. والمعاملِ.. والمكتباتِ فكثيرٌ منها تاه في دهاليزِ البيروقراطيةِ فتكلّستْ المناهجُ.. وتقادمتْ المعاملُ. * لا أدري بحقٍ ما دارَ في الاجتماعِ التشاوريِّ لكن ما أعرفُه وموقنٌ به أنه آنَ الأوانُ ونحن في عهدٍ جديدٍ.. عهدِ حزمٍ.. وأملٍ أن تتمَّ عمليةُ غربلةٍ شاملةٍ للجامعاتِ وتحويلها إلى معاملَ فكرٍ.. ومحاضنَ إنتاجٍ لما يخدمُ الوطنَ وأهلَه.. وليس الهرولة العمياء حولَ تصنيفاتٍ لا تُقدِّمُ ولا تُؤخِّرُ. aalorabi@hotmail.com