مطالبات لبريطانيا بالاعتذار عن «خطيئة بلفور» والاعتراف بدولة فلسطين

  • 11/2/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت مؤسسات وشخصيات عربية وفلسطينية رسمية وفصائلية، الحكومة البريطانية بتقديم اعتذار عن الخطيئة التاريخية التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، والمتمثلة في “وعد بلفور المشؤوم”، إذ تم بموجبه منح اليهود موطناً لهم على حساب الحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني. ودعت الحكومة الفلسطينية، بريطانيا إلى المسارعة للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 67 بعاصمتها القدس. حماية دولية وشدد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي ما زال يتعرض لمختلف أشكال العدوان والاستيطان ونهب الثروات والتطهير العرقي. وقال ملحم في بيان صحفي، بمناسبة حلول الذكرى الـ102 لوعد بلفور المشؤوم “تطل علينا اليوم الذكرى الثانية بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم الذي شكل مظلمة تاريخية لشعب وقع ضحية لشهوة الاستعمار والتوسع والتطهير العرقي، والتي مازالت آثارها مستمرة بعد نحو قرن من الزمان بعمليات النهب للمزيد من الأرض، وتقويض القرارات الدولية التي دعت إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشريف، وضمان عودة اللاجئين وفق القرار 194”. وأكد ملحم على ثبات موقف الحكومة الفلسطينية وسياساتها، تجاه القضايا الوطنية والمصيرية للعشب الفلسطيني حتى نيل الحرية والاستقلال . وقالت جامعة الدول العربية، إن الوعد مكّن العصابات الصهيونية من ممارسة أبشع جرائم التطهير العرقي والتهجير والقتل والتدمير، وإنه برغم مرور كل تلك السنوات الطويلة ما زالت مأساة الشعب الفلسطيني تتجدد كل يوم. وأشارت الجامعة العربية إلى قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة انتهاكاتها اليومية ضد الشعب الفلسطيني، والاستمرار بعمليات الاستيطان، والتهجير، والقتل، وفرض مخططات التهويد التي تطال مدينة القدس وما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، بالإضافة الى خلق واقع إسرائيلي جديد على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة. النضال الوطني بدورها أكدت حركة فتح استمرارها في الكفاح والنضال الوطني لمواجهة كل المشاريع الاستعمارية التي تستهدف وجود الشعب الفلسطيني، ابتداء من وعد بلفور حتى وعد ترامب، والوقوف مع الرئيس محمود عباس، لتعزيز الوحدة الوطنية. واعتبرت الحركة أن هذا الوعد “جريمة تاريخية”، وضد الإنسانية، لأنه أسس لصراع ما زال مستعرا منذ أكثر من قرن توسعت دائرته لتشمل حدودا تبعد آلاف الأميال عن حدود فلسطين وذلك لارتباط الإنسانية والشعوب الحرة بهذه الأرض المقدسة التي أنشأ عليها المستعمرون قبل مئة عام ونيف نواة كيان عنصري إرهابي استيطاني. وطالبت بهذه المناسبة الحكومة البريطانية بالانسجام مع القوانين الدولية وتوجهات المجتمع الدولي والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية كمؤشر على نية المملكة التكفير عن جريمتها التاريخية بحق الفلسطينيين.   وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن القيادة نجحت في إفشال كل المحاولات الأمريكية الإسرائيلية في فرض الوعد الجديد “صفقة القرن” على الشعب الفلسطيني. وحذرت من وعد جديد يوازي وعد بلفور بخطورته، يتبناه الرئيس الأمريكي ترامب لمرحلة ما بعد بلفور. وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات بريطانيا باقتناص الفرصة السياسية للعب دور فاعل وجوهري في حل قضية شعب فلسطين السياسية المسؤولة عنها عبر قرن من الزمن من خلال الاعتذار لشعبنا، والاعتراف بمسؤوليتها القانونية والسياسية عن الظلم الذي أوقعته به. ودعا عريقات إلى الاعتراف بدولة فلسطين، والدفع بمبادرات عملية كفيلة بترجمة إرادتها في ردع الاحتلال والاستيطان وعمليات التطهير العرقي التي تقودها سلطة الاحتلال لترسيخ نظام عنصري استعماري يستند إلى قانون القومية العنصري. مأساة شعب من جانبها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، “إن إعلان وعد بلفور المشؤوم هو نقطة انطلاق مأساة شعبنا بأكمله، وما زالت آثاره تلقي بظلالها القاتمة على فلسطين والمنطقة”. وطالبت عشراوي الحكومة البريطانية بالاعتذار عن الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني، ودعت بريطانيا إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والسياسية تجاه نتائج وأبعاد هذا الحدث الخطير والهدام. واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، إن ما يجري من عدوان إسرائيلي غاشم هو امتداد للجريمة وللمأساة التي حلّت بالشعب الفلسطيني بتشجيع ودعم بريطاني. وأكد عزام أنه بالرغم من حجم ومستوى الاٍرهاب الاسرائيلي وأدوات القتل والترويع والحصار، إلا أن ذلك كله فشل في دفع الفلسطينيين نحو التخلي عن أرضهم وقال ” لقد تسبب الوعد البريطاني الأسود في تشريد الفلسطينيين وشجع على ارتكاب المجازر الوحشية بحقهم على مدى قرن كامل وفي غياب صارخ للضمير الأوروبي والعالمي، ورغم كل المآسي والمجازر والتهجير، أكد الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم وحقهم ورفضوا الاعتراف بوعد بلفور ونتائجه”.

مشاركة :