(ثاني لفة يمين)... كتاب مميز وجميل للدكتور أحمد الجنياز، الذي تخرج طبيباً للأسنان وبدأ دراسة الماجستير ليجد نفسه يسير في التخصص الخطأ، فقرر دراسة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال في بريطانيا، وكتابه هذا عبارة عن قصة رحلته، على شكل رواية، عن البحث عن البديل المناسب لحياته الوظيفية وكيفية بناء خطته للانتقال إلى التخصص الجديد، الذي يعشقه ويريده. الدكتور أحمد ألّف أيضاً كتابين في إدارة الأعمال وهما (فكرتي صارت مشروعاً) و(كيف تنجح مبادرتك؟)، وهو مهتم أيضاً بتعريب كتب علوم الإدارة، وكل ذلك لإيصال رسالة واضحة للجميع أنه مهما مضى الوقت فإنه لن يكون متأخراً إطلاقاً لتحقيق ما تريد!وأنا أطّلع على الكتاب - ورغم من أنني لم أنته من إكماله بعد - شرد ذهني بعيداً لأستذكر أحد الدكاترة الأفاضل الذي تشرفت بأن أكون أحد تلاميذه في كلية الهندسة والبترول. هذا الأستاذ الفاضل حصل على بكالوريوس الهندسة وقرر إكمال دراسة الماجستير والدكتوراه في مجاله ليصبح أحد أعضاء السلك التدريسي في جامعة الكويت.قرر هذا الدكتور أن يكون إمام مسجد، وهو الذي تعلق قلبه بالله وكتابه، سأل كثيراً وعلم أنه يحتاج فقط إلى حفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم. أتم ذلك سريعاً ولكنه تفاجأ بعد ذلك بأنه يجب أن يكون خريج كلية الشريعة ليكون إماماً. تقدم إلى كلية الشريعة، لكن طلبه قوبل بالرفض، لأن شهادة الثانوية العامة قديمة! ولا أعلم ما الحاجة لشهادة الثانوية العامة لشخص حاصل على درجة الدكتوراه من أرقى الجامعات العالمية! لكنه أبى إلا أن يفعل ما يريد، ودرس الثانوية العامة وحصل عليها وهو دكتور في جامعة الكويت، وأكمل دراسته في مجال الشريعة الإسلامية حتى حقق حلمه في أن يكون إماماً للمسجد، ليثبت هو الآخر أنه لا شيء مستحيلاً ومهما مضى الوقت، فما زال هناك متسع!***الأمثلة كثيرة وعديدة ومتنوعة، ولا يسع المقال لذكرها، لكن النتيجة واحدة، فمهما مضى الزمن وسار قطار العمر، إلا أن هناك مزيداً من الوقت لمن يريد تحقيق ما يريد! والله من وراء القصد!
مشاركة :