ألكسندرا ويتزي * في يوم الاثنين الموافق الثاني من يوليو عام 2018، كانت المركبة الفضائية «كرايوسات-2» تدور في مدارها كما هو معتاد، على ارتفاع يزيد قليلًا على 700 كيلومتر فوق سطح الأرض. لكن في ذلك اليوم، أدرك مراقبو المهمة في وكالة الفضاء الأوروبية ESA أنهم يواجهون مشكلة، فقد كانت قطعة من الحطام الفضائي تندفع بعنف خارج نطاق السيطرة باتجاه القمر الصناعي الذي تبلغ تكلفته 140 مليون يورو (ما يعادل 162 مليون دولار أمريكي)، والمخصَّص لمراقبة الجليد على سطح الأرض.ومع تعقب المهندسين لمسار الجسمين، أخذت احتمالات حدوث الاصطدام تتزايد رويدا رويدا، وهو ما أجبر مراقبي المهمة على التصرف. وفي التاسع من يوليو 2018، لجأت وكالة الفضاء الأوروبية إلى تشغيل محركات الدفع في «كرايوسات-2» كي تدفع المركبة إلى مدار أعلى. وبعدها بخمسين دقيقة فقط، مرّ الحطام متجاوزاً المركبة بسرعة صاروخية بلغت 4.1 كيلومتر في الثانية.في عام 2009، اصطدم قمر صناعي تجاري أمريكي تابع لشركة إيريديوم بقمر اتصالات روسي خامل يسمى «كوزموس-2251»، وهو ما خلف آلاف القطع الجديدة من الشظايا الفضائية التي تشكل بدورها تهديداً لغيرها من الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، أي المنطقة الممتدة حتى ارتفاع ألفي كيلومتر. وإجمالاً، يوجد ما يقرب من 20 ألف جسم من صنع الإنسان يدور حول الأرض، تتنوع ما بين الأقمار الصناعية العاملة، والشظايا الصغيرة للألواح الشمسية، وصولًا إلى أجزاء الصواريخ. ولا يستطيع مشغلو الأقمار الصناعية المناورة بها لتفادي جميع التصادمات المحتملة، لأن كل حركة تستهلك وقتاً ووقوداً كان من الممكن استخدامه لأداء الوظيفة الرئيسية للمركبة.هنالك العديد من الأساليب الفعالة لتنظيف النفايات الفضائية، ولكنها لن تكون عملية على المدى الطويل، إذا أخذنا في الاعتبار العدد الهائل من الأجسام السابحة في مدارات حول الأرض. لذا يرى بعض الخبراء الآخرين أن أفضل طريقة للحد من مشكلة النفايات الفضائية تتمثل في تبني نهج سلبي، حيث تستغل هذه الفكرة قوى الجاذبية الخاصة بالشمس والقمر، والتي يمكنها وضع الأقمار الصناعية في مسارات تؤدي إلى تدميرها. ويعمل عالم ديناميكا الفضاء آرون روزنجرين بجامعة أريزونا في توسان على تطوير طرق لتحقيق ذلك.خلص الخبراء إلى أن تبني نهج استباقي فوري يمكن أن يحول دون وقوع الكثير من المتاعب في المستقبل. * «مجلة نيتشر»
مشاركة :