تحولت أحواض مشروع درء أخطار السيول بوسط جدة إلى بحيرة ضخمة تغمرها المياة الآسنة، ونمت حولها الأشجار والطحالب وحولتها إلى مستنقع تنبعث منه الروائح والحشرات في المنطفة الواقعة بين حيي النسيم والسليمانية على امتداد طريق الملك عبدالله، وطالب عدد من سكان الحيين بتجفيف المستنقع وتكثيف عمليات الرش بشكل يومي وقالوا لـ»المدينة»: إن أحد مقاولي مشروع قطار الحرمين قبل أكثر من عام قام بتصريف كميات هائلة من المياه وتفريغها في أحواض مشروع الحماية وأبلغوا البلدية بذلك وتمت عمليات شفط بسيطة في العام الماضي ثم توقفت المضخات فجأة ولا زالت كذلك حتى الآن. ويقول فواز عبدالله: إن تجمع المياه بهذه الطريقة فيها خطورة على سكان الأحياء القريبة من موقع تجمع المياه والتي أصبحت بؤر لتجمع البعوض والحشرات والروائح الكريهة كما انتشرت الطحالب فيها بشكل كبير، مضيفًا: «أستغرب موقف الأمانة.. ولماذا لم تتحرك وتسحب هذه المياه من الموقع» أما تغريد محمد فقالت: «منظر تجمع المياه بهذا الشكل مخيف وأصبحت مدينة جدة للأسف موطن لمرض حمى الضنك رغم صرف ملايين الريالات من أجل مكافحة هذا المرض الخطير»، وتساءلت: «لماذا تصمت أمانة جدة عن هذه المخالفة ولا يتم سحب المياه ونقلها إلى محطات المعالجة؟، وأضافت: مدينة جدة لم تهطل عليها أمطار منذ أشهر فمن أين أتت هذه المياه الكثيرة والتي تحولت إلى بحيرة؟. ويلتقط يوسف الجهني طرف الحديث قائلاً: «جدة تعاني من انتشار لحمى الضنك والأمانة تقوم بتنفيذ برامج لمكافحة حمى الضنك وبين كل فترة وأخرى تأتي عمالة إلى المنزل للقيام بعملية رش الحمامات والمطبخ والمغاسل وكل ذلك من أجل مكافحة حمى الضنك، لذا يجب أن تتحرك الأمانة وتقوم بعملية سحب المياه من المجرى والقيام بعمليات رش كل يوم لكي لا تتحول هذه المياه إلى بؤر لتوالد البعوض المسبب للمرض». وقال العام الماضي: «لاحظنا أحد المقاولين العاملين بقطار الحرمين يقوم بتفريغ كميات هائلة من المياة الآسنة وتصريفها من المحطة إلى الأحواض وعلى الفور قمنا بإبلاغ الأمانة وتجاوبت معنا في البداية وأبلغونا أنه تم تغريم المقاول والرفع بهذه المخالفة إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة على المقاول، كما تم تركيب محطات شفط عملت لفترة قصيرة ثم توقفت عن الشفط فجأة ولازال الأمر كذلك حتى الآن ونخشى من تزايد البعوض الذي يتكاثر في مثل هذا الموسم». يشار إلى أنه تم توقيع اتفاقيتين بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأمانة جدة، وأخرى بين المدينة والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وقاية) للقضاء على حمى الضنك، وجاء هذا التعاون ضمن إطار الشراكة البحثية بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية الأسترالية (CSIRO) التي تهدف إلى توطين وتطوير تقنيات المكافحة الحيوية في المملكة، وللقضاء على حمى الضنك باستخدام تقنيات المكافحة الحيوية (بكتيريا الفولباخيا). متحدث الأمانة: أحد المقاولين قام بضخ المياه بشكل مخالف أكد المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة محمد البقمي لـ»المدينة» أن الأمانة رصدت الموقع قبل فترة لتجمع مياه وبعد بحث تم اكتشاف أن أحد المقاولين يقوم بضخ المياه فيها بشكل مخالف وتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المقاول المخالف والرفع بها للجهات المعنية، حيث تم إيقاف الضخ وجاري العمل على معالجة الموقع وتخفيض منسوب المياه عبر المضخات ونقلها لموقع آخر بالإضافة إلى تفعيل خطة أعمال الرش المستمرة يومين في الأسبوع إلى أن يتم الانتهاء منها.
مشاركة :