فزع واسع يعم قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران من انتفاضة شعبية يمنية وشيكة في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، تزامناً مع تصاعد التظاهرات العراقية واللبنانية العارمة التي توحدت ضد إيران وأذرعها. وأشار محللون يمنيون إلى أن فزع وذعر الحوثي، يعود إلى كونهم جزءا من منظومة الأذرع الإيرانية. تناغم الخطاب وعكس الفزع تناغماً في ردود الفعل والتصريحات ومغازلة الشعوب بالوعود الإصلاحية الزائفة. واتساقاً مع موقف وخطاب المرشد الإيراني علي خامنئي، والأمين العام لتنظيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، اللذان اعتبرا الاحتجاجات العراقية واللبنانية مؤامرة خارجية، فقد هاجم محمد علي الحوثي أحد القيادات الحوثية البارزة الاحتجاجات واعتبرها كذلك مؤامرة خارجية. وأفردت وسائل إعلام الميليشيا مساحة واسعة لمهاجمة التظاهرات اللبنانية والعراقية، وفي الوقت ذاته، استخدمت خطاب التخويف والترهيب لليمنيين وتحذيرهم من الخروج والاحتجاج ضدها. قلق حوثي وفي ظل تراكم الاحتقان الشعبي واتساع دائرة الرفض لمشروع وعنف وفساد الحوثيين، وخصوصا مع تزايد مؤشرات انفجار انتفاضة يمنية في مناطق سيطرتها، لجأ زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي إلى استدعاء رئيس مجلسه السياسي، مهدي المشاط، ووجهه بالإعلان عن إصلاحات صُورية والتسويق لها إعلامياً. وسارع المشاط إلى تدشين حملة مكافحة الفساد وحماية المواطنين، معلنا ما وصفها حربا مفتوحة ضد الفساد في جميع المؤسسات والقطاعات الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأثار الإعلان سخرية واسعة في أوساط اليمنيين بمختلف توجهاتهم وأطيافهم بما فيهم إعلاميون ونشطاء مواقع تواصل الاجتماعي حوثيون، إذ تسود قناعة واسعة لدى اليمنيين، بأن وجود الميليشيا يشكل أساس الفساد والخراب. وتعليقاً على إعلان المشاط، قال الصحافي اليمني عبدالله إسماعيل: «عندما يتحدث الحوثي عن محاربة الفساد يقهقه اليمني، ولسان حاله يقول كيف للمفسد أن يحارب نفسه وللعنصري أن يتحدث عن الشراكة وللمعتدي والقاتل والخاطف أن يكون إنساناً». وأردف، الحوثية كلمة جامعة للإرهاب والعنصرية والفساد. فساد وإفساد وعلى خطى أذرع إيران في العراق ولبنان، سارعت ميليشيات الحوثي في تطبيق سياسة فرض التجربة الإيرانية وفق استراتيجية إفساد وفساد منظمة، ابتداءً بضرب مشروع الدولة وتدمير بنية مؤسساتها القضائية والقانونية والرقابية والمالية وقطاعاتها العسكرية والاقتصادية والخدمية، بالتوازي مع بناء كيانات موازية ورديفة ومهيمنة على الدولة ومستقلة عنها. كما سطت الميليشيا الحوثية على جميع الوزارات والمؤسسات، وقامت بخصخصتها وإدارتها بأسعار تجارية من خلال السماح لقياداتها باستثمار أملاك الدولة لحساباتهم الشخصية. وقامت كذلك بتدمير وعسكرة التعليم، وأنشأت عشرات من المدارس والجامعات الخاصة بأسعار باهضة. وبعد أن سدت كل طرق ومنافذ العيش أمام اليمنيين، جنّدت آلاف المراهقين والشباب وأرسلتهم إلى الجبهات للقتال ضد بني جلدتهم. وقال مسؤول حكومي يمني طلب عدم ذكر اسمه: «الميليشيا بدلا من أن تسارع للانخراط بجدية في عملية سلام مع الشعب اليمني ومكوناته وسلطته الشرعية ضمن المرجعيات الثلاث، راحت تهرول أكثر نحو الانهيار والسقوط المحتوم للنظام الإيراني وأذرعه، وتتصرف بنزعة انتحارية من خلال تبني مواقف وردود فعل إيران».
مشاركة :