يتجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة للإعلان اليوم عن مقاطعته مؤتمر القاهرة الثاني المزمع عقده الأسبوع المقبل و«مشاورات جنيف» حول الأزمة في سوريا، مكتفيا بتقديم رسالة خطية إلى كل من المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تتضمن نقاط الاعتراض على حراك دي ميستورا منذ البدء بمهمته قبل أكثر من ثمانية أشهر. وأتى قرار الائتلاف بعد اجتماعات للهيئة العامة عقدت في إسطنبول يومي السبت والأحد. وأكّدت مصادر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، أنّ قرار المقاطعة الذي حصل على تأييد معظم الأصوات في الهيئة العامة، جاء نتيجة اقتناع الجميع بعدم جدوى هذه المفاوضات التي لا يبدو أن دي ميستورا سيقدم خلالها جديدا كما أنه يحاول تشتيت المعارضة وتعويم الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما بات المجتمع الدولي يعطي الأولوية لمحاربة تنظيم «داعش»، وهو ما سبق أن أعلنته الفصائل العسكرية على رأسها الجيش الحر. وأوضح عضو الائتلاف أحمد رمضان، أنّ هناك استياء من قبل مختلف الأطراف في الائتلاف من الأسلوب الذي يعتمده دي ميستورا في معالجة الأزمة السورية وعدم الاعتراف بالائتلاف الوطني كممثل شرعي معترف به من الأمم المتحدة، إضافة إلى دعوة إيران الشريك الأساسي في عمليات التدمير والقتل التي يقوم بها النظام. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كان التوجه في اجتماعات الهيئة العامة نحو عدم الانخراط في مشاورات جنيف والاكتفاء بتقديم رسالة تتضمن ملاحظات الائتلاف وتوضح موقفه، لا سيما أن دي ميستورا لم يعلن لغاية الآن عن أي نتائج لكل المباحثات التي يقوم بها منذ الانطلاق بمهمته». وكان لافتا إعلان الائتلاف في بيان له، أمس، عن مؤتمر صحافي يعقده اليوم الاثنين رئيسه خالد خوجة ورئيس تيار بناء الدولة، لؤي حسين، الذي كان قد خرج سرا قبل نحو أسبوعين من دمشق: «بعدما تحول النظام إلى ميليشيا» وفق وصفه، متخطيا بمواقفه مواقف الائتلاف، وقال في حديث سابق له مع «الشرق الأوسط»: «إن مقررات مؤتمر جنيف التي يطالب الائتلاف بأن تكون منطلقا لأي مباحثات مع النظام لم تعد تجدي نفعا». وجاء قرار الائتلاف بالمقاطعة بعد المستجدات العسكرية التي شهدتها المعارك على الأرض لصالح المعارضة في مناطق عدّة، إضافة إلى الدعوة التي أطلقها البيان الختامي لمجلس التعاون الخليجي لاستضافة مكونات المعارضة السورية في الرياض، والذي من المتوقع أن يحدد ما بين نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل. مع العلم أنّ الائتلاف كان قد أعلن في وقت سابق استعداده للقاء دي ميستورا من خلال وفد مؤلف من ثلاثة أعضاء هم: نائب رئيس الائتلاف هشام مروة ورئيس اللجنة القانونية هيثم المالح وسمير النشار، قبل أن يلغي الموعد الذي كان محددا الخميس الماضي، إلى حين عقد اجتماع الهيئة العامة. وفي المباحثات التي دعا إليها في جنيف، من المتوقع أن يلتقي دي ميستورا أطرافا سياسية وعسكرية وضحايا ورجال دين وممثلين عن المجتمع المدني والشتات السوري. وإلى جانب الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، دعيت دول المنطقة التي تمارس نفوذا على أطراف النزاع، كإيران التي كانت قد استبعدت عن مؤتمرين دوليين حول سوريا نظمتهما الأمم المتحدة في 2012 و2014. وكذلك دعيت السعودية وتركيا. وسبق للمبعوث الدولي أن أعلن أن المجموعات التي تعتبرها الأمم المتحدة «إرهابية»، مثل جبهة النصرة أو تنظيم داعش، لم تتم دعوتها إلى مؤتمر جنيف. وكانت اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري قد انطلقت في دورتها 21: «وعلى رأس جدول أعمالها دراسة الوضع الميداني والعسكري وانتصارات الثوار على قوات النظام والحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي»، وفق ما جاء في بيان للائتلاف. وبحث الاجتماع، إضافة إلى المشاورات الثنائية التي دعا لها دي ميستورا في جنيف ومؤتمر الرياض، تقارير الهيئة الرئاسية والهيئة السياسية واللجان، بالإضافة إلى الزيارة التي قام بها رئيس الائتلاف خالد خوجة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
مشاركة :