يا قادة إيران.. تعالوا إلى كلمة سواء

  • 5/11/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

< أسئلة حائرة يطرحها العقلاء الإيرانيون، وهم الغالبية المقهورة: ماذا فعلنا بأنفسنا وبأمتنا وبحاضرنا ومستقبلنا؟ ولماذا نستقطب كل يوم أعداء جدداً وكراهية شرُّها مُستطير؟ ومادمنا مسلمين، وشعوب الجوار من السُّنة إخواننا والأقرب إلينا في الإسلام، وإن اختلفنا في المنهج والسلوك وبعض الممارسات الشعائرية، فلماذا نكيد لهم، ونزرع أراضيهم بالفتن والدسائس والحروب؟ وإذا كُنَّا -كما يقول- ويؤكد قادتنا أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول للعرب والمسلمين، فلماذا يعمل قادتنا ليل نهار على إضعاف العرب والمسلمين وتمزيق وحدتهم؟ ويستمر العقلاء الإيرانيون في طرح الأسئلة، كيف أصبح اقتصادنا؟ وإلى أين وصلت حياتنا الاجتماعية؟ والأهم لماذا ذهبت كلمة سماحة الإمام المرشد علي خامئني أدراج الرياح عندما قال في خطبته التاريخية قبل أعوام: «لو خُيّل للذين يتهمون إخوانهم السنة ويُسيئون إليهم بأنهم يخدمون طائفتهم من خلال ذلك فهم مخطئون؛ لأن ما يقومون به سيشعل نار العداوة والبغضاء، وأن ذلك لا يُعد دفاعاً عن الشيعة، بل عن الولايات المتحدة وإسرائيل»، ودعا المرشد الإيراني الشيعة والسنة إلى اليقظة والوعي حيال المخططات التي يُحيكها أعداء الإسلام؛ لضرب وحدتهم من خلال إشعال نار الفتنة الطائفية البغيضة، وأن المستكبرين في العالم يعملون جاهدين؛ لضرب الوحدة الإسلامية، من خلال إذكاء العصبية الطائفية، وهو ما يدعو المسلمين إلى مزيد من الوعي؛ لإحباط مخططات الأعداء، وأكد اعتقاده بأن المساعي المشبوهة التي يقوم بها نَفَر من الشيعة ضد إخوانهم السنة، ونفر من السنة ضد إخوانهم الشيعة، تخدم الأهداف الأميركية والإسرائيلية في العالم الإسلامي. وصَعَدَ العقلاء الإيرانيون بالسؤال للزعيم، سمعناك فصدّقناك؛ لأنك المرشد والإمام، ولكننا نرى الأفعال على أرض الواقع، في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين وغيرها، تخالف ما تقول وتُؤكد عليه وتُنبّه له، أفأنت مُرشدُ بالخطب والمواعظ فقط، أم نفهم أن رسائلك للتخدير الشعبوي، وما يحاك في دهاليز تشخيص مصلحة ومعتقدات النظام الخاصة - وليس الأمة - هو ما تؤمنون به فعلاً وتسعون وتخططون من أجله؟ نعم يا سماحة الإمام، أمام الله -سبحانه وتعالى- ستُحاسب حساباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأنت قلت وناشدت إخواننا الشيعة بمحبة إخوانهم السنة وعدم الإساءة إليهم، ودعوت إلى عدم إشعال نار الفتنة والعداوة والبغضاء، وأنت اليوم تعلم علم اليقين من أشعلها، ومن تسبب في إهدار دماء الأبرياء والعبث بأموالهم وأعراضهم، وأنت يا سماحة الإمام من نبّه ودعا إلى اليقظة والوعي من مخططات يحيكها أعداء الإسلام «أميركا وإسرائيل» لضرب الوحدة الإسلامية، وعقدتم المعاهدات مع الولايات المتحدة أخيراً وأصبحتم أصدقاء وربما في المستقبل شركاء، وتعلم علم اليقين أن إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود هي من تسبب في تفجير وحدة التضامن بين الدول الإسلامية، فمن كنت إذاً تناشده وتوجه النصح إليه؟ يكفي أمتنا العربية والإسلامية، إذكاء الخلافات والصراعات والفتن الطائفية والحروب، ويكفي الشعب الإيراني الجار المسلم، بثقله السكاني وإرثه التاريخي والحضاري والمذهبي، يكفيه من العذاب والشقاء ما ناله، ومن المقاطعة والشكوك والانكفاء ما أصابه، وأؤكد لك، كما أن العرب لن يستطيعوا السيطرة على إيران، فإن إيران لم ولن تستطيع السيطرة على الإرادة والأرض العربية إلا بفنائها. إذاً ليس أمامنا جميعاً في الشرق الأوسط إلا الاحتكام إلى صوت العقل الراجح المُستنير. عليك يا سماحة الإمام تحمُّل مسؤولياتك الإسلامية، التاريخية والأخلاقية، وأنت تسمع وترى نفير الفتنة الطائفية. يبقى دورك المهم والمؤثر في الاستجابة إلى صوت العقل والحق والفضيلة. تعالَوا إلى كلمة سواء بيننا كعرب مسلمين، وبينكم كأمة إيرانية جارة ومسلمة. تعالَوا يا سماحة الإمام إلى الحوار كلمة العدل والحق، نُنفذ ما جاء في خطبتك الشهيرة لمزيد من الوعي؛ لإحباط مخططات الأعداء نزرع المحبة والأخوة بين السنة والشيعة، نُمزّق كُتب الحقد والبغضاء والكراهية، وننبذ دعاة الطائفية وتجار الغوغائية ونُخمد أصواتهم، نبني سوياً دُور العلم والأبحاث والحضارة والاقتصاد والتنمية. تعالَوا نُشمّر عن سواعد الشعوب، ونُفجّر طاقات الشباب للتطوير والإبداع، ونؤسس لتكتل اقتصادي ومالي وتجاري شرق أوسطي ينافس أوروبا وآسيا، نصنع مستقبل الأجيال بثقة وتسامح. تعالَوا يا شعب إيران الجارة المسلمة، حُجاجاً وزواراً ومعتمرين، تهدوننا كما كُنتُم -قبل الثورة- السجاد والزعفران والمكسرات، ونهديكم بعد إلقاء تحية الإسلام عليكم، الأخوة والراحة والطمأنينة والخدمات، واعلموا أننا في بلاد الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، لا نُفرّق بين أبيض وأسود، ولاغني وفقير، كُلهم عندنا سواء؛ لأنهم ضيوف الرحمن. * كاتب سعودي. alyemnia@

مشاركة :