بلا شك أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت هي القوة المؤثرة والمسيطرة في مجتمعنا خلال العصر الحالي، فهي أحدثت ثورة تقنية هائلة غيرت نمط حياتنا؛ من خلال ظهور الكثير من الوسائل والتقنيات الحديثة التي من الممكن أن نستخدمها في تسيير شؤوننا، وإنجاز مهامنا اليومية، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي، أو العلمي، أو العملي، فلو أجرينا مقارنة بين ما يستخدمه الإنسان في العصر الحالي وما كان يستخدمه قبل عقدين من الزمان، سنلاحظ التطور التقني المتسارع الذي يزيد يومًا تلو الآخر. وعلى الرغم من أن شبكة الإنترنت ربطت مجتمعنا بوسائل لم تكن موجودة في السابق، إلا أنها ما زالت تشهد نموًا كبيرًا وهائلاً، خاصة مع توفير تكنولوجيات جديدة، مثل «إنترنت الأشياء»، التي تربط ملايين الأجهزة ببعضها البعض في آن واحد، وفي هذا الصدد تشير بعض الأبحاث المتخصصة في المجال التكنولوجي، إلى أن شبكة الإنترنت تستضيف حاليًا ما يقرب من 5 ملايين تيرا بايت من المعلومات التي تتزايد بإطراد. إذن، يُمكننا القول إن التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات أسمهت بشكل كبير جدًا في زيادة سرعة إنجاز المهام بدقة متناهية، وزيادة أمن المعلومات بشكل أكبر ساهمت في تقليل عمليات اختراق الأنظمة، وتوفير العديد من فرص العمل لاختصاصات أنظمة المعلومات؛ بسبب زيادة الطلب على المتخصصين في العلوم التقنية. وفي ظل ما يشهده العالم من تقدم هائل في مجالات التقنية والثورة المعلوماتية، لا يُمكننا أن نتخيل حياتنا يومًا بدون هذا التقدم، خاصة بعدما أصبح لدينا كل شيء، كالهواتف الذكية، والمنازل الذكية، وروبوتات ذكية، ومركبات فضائية تجوب الفضاء بحثًا عن المجهول، فبحكم العادة أصبحنا لا نرى أي إعجاز فيما نستخدمه من تقنيات جديدة وحديثة، بل ننتظر المزيد ونتوقع الأعجب، فقد أطلقت التكنولوجيا العنان لمخيلاتنا وطموحاتنا ورغباتنا وبتنا في حالة ظمأ وشغف ولهفة طوال الوقت.مميزات التقنيات الحديثة وثورة المعلوماتتُعد تكنولوجيا المعلومات من أبرز الأدوات الحديثة لاكتساب العديد من المهارات، وتحفيز القدرات الإبداعية، وتنمية قدرات التعلم الذاتى؛ حيث وفرت بيئة خصبة لدعم التعاون والعمل الجماعي بين فريق عمل الشركات والمؤسسات.تُقدم أدوات تكنولوجيا المعلومات مصادر متعددة لجمع المعلومات وتحليلها وعرضها والاستفادة منها ونقلها عبر مسافات طويلة، وهو الأمر الذي ساهم في تنمية مهارات التعاون والعمل في جماعة على كل المستويات الاجتماعية والعلمية والعملية. رُواد ثورة المعلومات والتقنيات – ستيف جوبز: لا يُمكن لأي أحد منا أن يغفل ما قدمه ستيف جوبز للبشرية، فهو رجل عبقري ومبدع قاد شركة «أبل» حتى أصبحت من كُبرى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، قدمت لنا أجهزةً جديدة ساهمت في صنع ثورة معلوماتية كبيرة وصناعة المحتوى، ليس هذا فحسب، بل غيّر شكل صناعة الكومبيوتر والموسيقى والأفلام والاتصالات اللا سلكية. وفي عام 1976، اجتمع ستيف جوبز مع ستيف وزنياك؛ لبناء أول كومبيوتر أبل في منزل والداه، وباع حوبز سيارته لتمويل هذا المشروع، وفي السنة التالية كشفت أبل عن جهازها الثاني والذي أحدث تغييرًا جذريًّا وثورة كبيرة وقتها. – تيم بيرنيرز لي: يُعد العالم البريطاني «تيم بيرنيرز لي» واحدًا ممن ساهموا في بناء شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، بعدما اخترع بروتوكول hypertext transfer protocol الذي يعرف اختصارًا بـ”HTTP” والذي نجده قبل اسم أغلب مواقع الإنترنت التي نزورها يوميًا. تضمنت فكرة “تيم” إنشاء شبكة مكونة من أجهزة الحاسوب يتمكن من خلالها العلماء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية سيرن “CERN” مشاركة المعلومات فيما بينهم، فبفضل بروتوكول “HTTP” أصبح بإمكان أي شخص مشاهدة كل المعلومات والصور على أجهزة الحاسوب بمختلف أنحاء العالم؛ من خلال الأجهزة الشخصية بنقرة واحدة على لوحة المفاتيح. إذن يُمكننا القول، إنه لولا العالم البريطاتي وإسهاماته العديدة في بناء شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، لما كان بإمكاننا قراءة أو مشاهدة أي شيء. – بيل جيتس: لا تخفى شخصية بيل جيتس على أحد، ليس لأنه أغنى البشر على هذه الأرض، بل لأنه شخص مبدع بارز في التقنيات الحديثة خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين، فهو غيّر عالم الكومبيوتر تمامًا وقلبه رأسًا على عقب، فعند بلوغه الخامسة عشرة بدأ مشروعه الخاص وهو تطوير برنامج كومبيوتر لمراقبة نماذج المرور والازدحام، ويُعد ذلك هو سبب تعلقه بالكمبيوتر. وبعد تعلقه بأنظمة الكمبيوتر، أنشأ شركته الخاصة «مايكروسوفت»، وطور نظام تشغيلها الخاص الشهير “ويندوز”، وهو الأمر الذي ساعد المستخدمين في تصفح أي شيء بمجرد الإشارة والضغط عليه. اقرأ أيضًا: سلاح ذو حدين.. التكنولوجيا وتأثيرها السلبي في حياتنا
مشاركة :