بغداد - وكالات - ردّ العراقيون أمس، على دعوة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي المطالبة بـ«العودة إلى الحياة الطبيعية» بمزيد من العصيان المدني لـ«استئصال شأفة النخبة السياسية» الحاكمة، فيما أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين في بغداد وقتلت 5، وذلك بعد ليلة عنف دامية خلفت 4 قتلى من المحتجين أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء.وفي وسط بغداد، تجمع آلاف المحتجين، بعدما تزايدت أعدادهم ليلاً رغم حظر التجوال الذي فرضه الجيش، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى تعزيزات أمنية حول مبنى وزارة الخارجية وكذلك بالقرب من مكتب رئيس الوزراء في منطقة العلاوي في العاصمة بعدما فرّقت السلطات مئات المحتجين حول المقر، فيما أعلنت القوات المسلحة أنها صدت محتجين كانوا يحاولون اقتحام مقر وزارة العدل.وقال متظاهر، كان من المعتصمين في ساحة التحرير، «نريد استئصال شأفة هذه النخبة السياسية بالكامل. نريد التخلص من هذه العصابة وربما بعدها نستطيع الراحة».واستخدمت القوات العراقية الرصاص الحي للمرة الأولى ضد متظاهرين احتشدوا قرب مقر تلفزيون «العراقية» الحكومي في وسط بغداد، حيث اتسعت رقعة العصيان المدني الذي يشل حركة الطرقات والمرافق النفطية والإدارات الرسمية، ما أدى إلى 5 قتلى على الأقل بينهم عنصر أمن، وعشرات الجرحى.وذكر الإعلام الرسمي أن مجموعات عبرت جسر الأحرار في العاصمة وأشعلت النار في مبنى مطعم «بعلبك» بالكامل. وحذرت القوات المسلحة من احتمالية انهيار جسر الجمهورية في بغداد، «نتيجة أعمال الحرق وتدمير الوسادات المطاطية».واندلعت ليل الأحد - الاثنين أعمال عنف في كربلاء، عندما حاول متظاهرون حرق مبنى القنصلية الإيرانية، ورفعوا الأعلام العراقية على الجدار الخرساني الذي يحيط بالمبنى وكتبوا عليه «كربلاء حرة حرة... إيران برة برة»، فيما ألقى آخرون، أمام أنظار قوات الشرطة، الحجارة على المبنى.وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، ما أدى الى مقتل 4 منهم وإصابة آخرين بينهم عناصر أمن.وقال متظاهر إن عناصر الأمن «لا يرمون للأعلى، النية القتل وليس التفريق... إنهم يحمون القنصلية الإيرانية ونحن نريد بلدنا حراً، لا نريد أن يحكمنا بلد آخر».ودانت وزارة الخارجية «قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على القنصلية»، مؤكدة أن البعثات الديبلوماسية «خط أحمر».وما أجج غضب المحتجين، الزيارات المتكررة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي، عن وجود «مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة».وتزايدت موجة العصيان المدني، خصوصاً مع إعلان نقابات مختلفة الإضراب العام. ففي محافظة البصرة وضع متظاهرون حواجز اسمنتية على الطريق المؤدية إلى ميناء أم قصر، حيث غادرت عشرات السفن من دون أن تتمكن من تفريغ حمولتها.وفي العمارة مركز محافظة ميسان، أقدم متظاهرون على إغلاق حقلين نفطيين تديرهما شركات صينية، وهما حلفاية والبزركان. ولم يتوقف الإنتاج في تلك الحقول، غير أن بعض الموظفين أكدوا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى مواقع عملهم.وفي السماوة، أغلق متظاهرون الجسور والطرقات الرئيسية لمنع وصول الموظفين الى أماكن عملهم، كما هو الحال في مدن أخرى كالناصرية والحلة.وكان عبدالمهدي خرج عن صمته مساء الأحد، مؤكداً أن «العديد من المطالب قد تم الوفاء بها»، داعياً إلى «العودة إلى الحياة الطبيعية».كما التقى وفداً من مجلس النواب الأميركي برئاسة رئيس لجنة القوات المسلحة ادم سميث، وجرى بحث ملف الاحتجاجات الشعبية والعلاقات الثنائية.وفي واشنطن، أعاد الرئيس دونالد ترامب التغريد بمقطعي فيديو يظهران محتجين يشعلون النيران في إطارات لإحراق جدار مقر القنصلية الإيرانية.
مشاركة :