في يوم 15 مايو 2015 تمر الذكرى الثالثة والستون على اغتصاب أرض فلسطين العربيه على أيدي العصابات الصهيونية وبمساندة من القوى الاستعمارية آنذاك بريطانيا وفرنسا. وتمر الذكرى هذا العام والقضية الفلسطينية تمر بأسوأ مراحلها، فلم تعد قضية العرب الاولى، فقد تراجعت من اولويات الاجتماعات والمؤتمرات ولتوضع في آخر بنود جدول الاعمال في القمم والاجتماعات العربية والدولية. لقد اريد لهذه الامة ان تنشغل بصراعاتها الداخلية على حساب قضيتهم الام فلسطين ولا يعتقد احدكم أن الامر جاء مصادفة، بل لعبت يد الغدر والمؤامرة لتتكالب على أمتنا ولتشغلها بنفسها، لذلك نشاهد تراجع قضيتنا المركزية لحساب مصلحة الكيان الصهيوني الذي اختفى من المشهد السياسي كما تلاحظون. لقد خاضت الامة العربية ثلاثة حروب كبرى ضد الكيان الصهيوني فكانت حرب 48 وهو عام النكبة ثم حرب عام 1967 وهي ما اطلق عليها النكسة، وقد خسرت الامة هاتين الحربين بسبب الضعف العربي والتآمر عندما دعمت الدول الكبرى الكيان الصهيوني، وكانت حرب أكتوبر المجيدة التي انتصر فيها العرب والتي للاسف حولت الى هزيمة بسبب اتفاقيات كامب ديفيد بين السادات وبيجين. لقد سعت وعملت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها الغربيون على فرض الكيان الصهيوني في وسط الامة باعتبارها القاعدة الاستعمارية المتقدمة للقوى الاستعمارية ولتكون أداتهم لضرب أي مشروع نهضوي عربي يستهدف وحدة الامة وتطورها الحضاري كما حدث للمشروع الناصري في مصر، ولكن بعد أن فشلت كل محاولات قبول العرب لهذا الكيان على أرضهم، تم طرح مشروع الشرق الاوسط الكبير وهو مشروع صهيوني في الاصل طرحه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس والذي يستهدف تحويل الدول العربية الي كانتونات طائفية او عرقية، لذلك نشهد حالة الاقتتال الطائفي والاثني على مجمل الساحة العربية في العراق وسوريا وليبيا واليمن وتجري محاولات لجر مصر لذلك بعد ان فشل مشروعهم في منطقة الخليج العربي بفشل المؤامرة التي حيكت على البحرين، وذلك من خلال ما اسمته وزيرة خارجية أمريكا كوندليزا رايس الفوضى الخلاقة، وقد تقاطع هذا المشروع الامريكي الصهيوني مع المشروع الايراني الفارسي والذي يسعى الى اعادة اقامة الامبراطورية الفارسية، ولكن تحت مظلة شيعية صفوية وتحت دولة الولي الفقيه على حساب أمتنا العربية، وهو الذي يتناغم مع برنامج ما سمي بتصدير الثورة الذي اطلقه الامام الخميني بعد نجاح الثورة الايرانية عام 1979 م، واذا كانت الحرب العراقية الايرانية (1980 -1988 ) قد عطلت هذا المشروع، ولكن من خلال تبادل المصالح وبالدعم الامريكي يتم تنفيذ هذا المشروع المنسجم والمتوافق مع الرؤية الصهيونية والامريكية، ونحن على ثقة ان ايران متى ما اتيحت لها الفرصة في تحقيق حلم الامبراطورية الفارسية لن تتوانى عن التراجع عن كل الشارات الجوفاء التي تطلقها حول فلسطين او القدس. ان الهدف النهائي لمشرع الشرق الاوسط الكبير هو هيمنة الكيان الصهيوني على الامة العربية ومقدراتها بعد تقسيمها الى دويلات ضعيفة ومن ثم تأمين النفط والغاز العربي لخدمة المشروع الاستعماري العالمي للولايات المتحدة الامريكية. واذا كان هذا جانب العامل الدولي فإن الوضع الداخلي الفلسطيني وما يحصل من اقتتال وصراع بين القوى الوطنية الفلسطينية هو الذي يشجع الكيان الصهيوني للقيام بعمليات عسكرية في غزة وعمليات الحصار الاقتصادي والذي يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني بسبب نقص الغذاء والدواء والسكن، لذلك أضحى المواطن الفلسطيني هو ضحية الصراع الفلسطيني الفلسطيني والتآمر الدولي على قضيته. لذلك فإن امام الامة العربية تحديات كبرى يأتي على رأسها العمل على انهاء الصراعات العربية الداخلية، ووضع حلول سياسية او عسكرية اذا لزم الامر كما هو حاصل الآن في اليمن لاعادة الاستقرار الى الدول العربية، ولكن وفقاً لاجندة ومشروع عربي يحفظ كيان الامة من التمزق والوقوف بحزم أمام كل التدخلات الخارجية في الامن القومي العربي، ووضع الحلول بما يحفظ حقوق جميع مكونات الامة. إن هذه الخطوة هي مقدمة ضرورية لأجل ان تستعيد الامة قوتها ولتستعيد القضية الفلسطينية مكانتها باعتبارها قضية العرب الاولى وفي وقت يجب أن ينأى الاخوة الفلسطينيون وهم في مرحلة نضال وطني بأنفسهم عن التدخل في شأن الدول العربية الداخلية لما يشكله ذلك من ضرر وإضعاف لقضيتهم. ان أمتنا العربية والقضية الفلسطينية تمر باختبار قد لا يقل خطورة عن مرحلة النكبة، فهل سنعي الدرس او نذهب أدراج الرياح..... بمناسبة الاحتفال بيوم الصحافة البحريني، نذكر بالمقولة التاريخية: ان حرية الكلمة هي المقدمة الاولى للديمقراطية مبروك لكل الصحفيين.
مشاركة :