مريم أمجد تكتب: لَيلة مِن ليالي آذار

  • 11/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انت تُنهِك روحك و تؤلمها عبثًا ، لازال اليوم لم ينتهِ ، و لم تَنتهِ فُرصَك في التخَلُص مِن جوانِبك السيئة ، يَليق بِك أن تُصبِح ما تريد كـ نبتة رَطِبه لا تَجِف ، تَتَمايل مَع نَسماتِ الهواء في كُل النواحِ ... أن تُزهِر و كأنك لم تذبل يومًا ، لَم تنتهِ فرصك في نَفض بقايا أوراق الخريف عن سُترتك ، ربما ايضا في التخلُص مِن هؤلاء الذين لا يُداوي وجودهم شيئًا ، و من هذا التزاحُم المُرهق ، أَن تُخبِر الجميع أن مُحاولاتك المُتكررة في إرضائهم قَد نَفذت ، و أَن تَصنُع المِثاليه و الكَمال لَم يَعُد طريقًا ننجو به مِن بشاعه نفوسِنا ، وأنك تميل للحقيقة حتي ولو كانت مُره.أَن تَتبع مذاهِبك الخاصه ، التي يُمليها عليها عقلَك ..وإن كُنت صوفيّ مُبتهِل أو حَتي ماديّ الفِكر ،أن تشِذ بكل قُواك عن القواعد المُصمته التي لا تُلائمك .. أَن تَفتح نافِذة غُرفِتك في ليلَه مِن ليالي آذار الحَاده ، مُستمتِعًا بنسَمات الهَواء تُداعِب وِجنتاك سامِحًا لبَعض نِقاط المَطر الرقِيقه أَن تُرطب فَروة رأسَك .. مُستمِعًا للتَوبيخ الذي يَنهمِر عَليك من الجانب الآخر . غير عابئً بـ البرد الذي سيُرافِقك بضعه ايام ، ولهذا الدوار المُفاجي الذي سُيصيب رأسَك فَور انتِهاء تِلك اللحظة الاستثنائية ،أن تتفق مع تقلباتك المزاجيه التي لا تُحتمل احيانًا ،وانطوائيتك المزعجه للبعض .. انانيتك في الانعزال عن كل مصادر الضجة، تستحِق أَن تَسكُن جَميع مناطِقك الآمنه و إن كانت بين صَفحات مذكراتَك ، وإن كانت بين عِناق أحدُهم ، أو بين أضلُع نَسمات هَواء آذار.

مشاركة :