"من المؤلم أن تشعر فجأة أنك لست مرغوبًا فيك أو أنك قد سقطت ضحية للتنمر العين بسبب الشكل أو الملامح التى لم يكن لك دخلًا فى وجودها أصلًا، كم أن ذلك الشعور قاتل ومؤذٍ، كيف يمكن لـ طفل أو مراهق أن يتعايش مع الحياه في ظل تلك المشاعر التي تغزو حياته فتفقده الأستقرار وتحول ايامه الى معاناه مستمره ..اذا كان الكبار والناضجون يصابون بالكثير من الاضطرابات النفسية والاجتماعية بسبب ذلك الشعور الشنيع .. شعورك انك مختلف .. مختلف بطريقه مذريه ، أو أنك مخلوق اخر يختلف تمامًا عن الجميع فما بالكم بالصغار الذين لم يتهيئوا نفسيًا للتعامل مع تلك الحاله من التنمر الذى بات آفه يعانى منها الجميع اليوم ..علموا اولادكم ان الأختلاف لم يكن يومًا جُرمًا ، و ان الشئ المميز النادر يحتفظ دائمًا برونقه حتي و إن لم يروق لكم ، علموهم كيف أن كلماتهم السامه في حق شخص ما قد تجعل منه شخص اخر تمامًا او قد تدفعه الى أنهاء حياته ليتخلص من ذلك الشعور المميت بالأضطهاد .. قد يأخد سنوات حتي يتخطي تلك الكلمات و يبدأ في تكوين شخصيه سويه .. كم ان الأمر مرهق .. !!اخبروهم ان الدين لله و الوطن للجميع .. وان كل ما خلقه الله جميل .. جميل لدرجه لا يوجد بها مجال للسخريه .. واخبروهم ان صديقهم الذي جعلوا منه اضحوكه في الصباح يبكي ليلًا بقهر وربما لا يقدر على النوم مما يعانيه من الام نفسيه عميقه وان زميلتهم ذات البشره السمراء تخشي الوقوف امام مرآتها هربًا من مواجهه تلك الفتاه القبيحه كما وصفوها مسبقًا ..!!دائمًا ما تواجه الضحيه سخريه المتنمر علي هيئه مزاح .. لا اجد أن من العدل أن يقهقه طرف و يبكي طرف اخر او ينتابه شعور القبح أو الخجل .. حتي أنه قد يجد صعوبه بالغه في استعاده ثقته بذاته مجددًا ..لا اري ان " المتنمر " لقب عادل أو مناسب .. يمكنني تسميته بالشخص الذي نفذت كل طرقه بأظهار ذاته .. شخص نفذت كل وسائله لاثبات وجوده .. التنمر مهما اختلفت اشكاله و مهما يأخذ من وقت الا انه ينتج عنه اشخاص مضطربه .. قد يصل الأمر مع البعض الي اكتئاب مُزمن حينها لا يوجد وسيله لهروبهم سوي الهروب من الحياة بأكملها عمدًا.رسالتي الأخيره لكل من تخبط في موجات السخريه والاستهزاء و التنمر .. لكل من طٌعن من الكلمات اللاذعه الغير انسانيه : كن قويًا لأجلك فالحياه تُميت الضعفاء قهرًا .. ابحث عن كل ما هو جميل بك .. وان واجهتك العتمه ... كن واثقًا انك حتمًا ستجد فى نهاية الممر ضوء طفيف ..!!