رفض مجلس الشورى أمس توصية تقدم بها العضو الدكتور طارق فدعق، يطالب فيها هيئة الغذاء والدواء بالانتهاء من دراسة مخاطر الزرنيخ غير العضوي في الأرز خلال فترة أقصاها ستة أشهر. وفيما أشار العضو مقدم التوصية إلى أنه تم الانتهاء من 20 في المائة من الدراسة، إلا أن اللجنة بينت أن النسبة بلغت 70%. وجاء في مبرر رفض التوصية في رد رئيس اللجنة الصحية الدكتور سطام لنجاوي، التخوف من أن تثير هذه التوصية ردود أفعال واسعة، كون الرز هو المستهلك الأساسي، وقال لنجاوي «بسبب هذه التوصية زارت اللجنة الهيئة ليوم كامل وأرجعوا سبب تأخير الدراسة لإعادة هيكلة الهيئة في العامين الماضيين، واعدين بالانتهاء منها نهاية هذا العام». وقال الدكتور فدعق «إن من مسوغات هذه التوصية أن الزرنيخ غير العضوي من العناصر السامة التي ممكن أن تؤثر سلبا على صحة الإنسان، حتى ولو كان وجوده بالأرز بكميات ضئيلة جدا، ومصدر هذا السم هو وجود الزرنيخ العضوي غير السام في بعض الأعلاف وفي تلوث المياه الجوفية في بعض المناطق في العالم». وكان تقرير الهيئة للعام الماضي قد أفاد أن (20%) فقط من دراسة مخاطر عنصر الزرنيخ في الأرز قد أنجزت. ورفض المجلس توصية أخرى تقدم بها الدكتور طارق فدعق تقول «على هيئة الغذاء والدواء أن تضع خطة للتوعية والإفصاح عن المواد المسببة للحساسية والمهيجة للغذاء»، وبين فدعق أن مسوغات هذه التوصية أن بعض المواد الحافظة مثل ثاني أكسيد الكبريت أو الملونة، أو المضيفة للنكهة مثل (المونو صديوم جلوتاميت) تسبب ردود فعل صحية لعدم تحملها لدى بعض البشر، وأن بعض المواد الطبيعية مثل الحليب ومشتقاته والفول السوداني ومشتقاته والأصباغ الطبيعية تسبب حساسية شديدة لدى بعض البشر. ورد الدكتور لنجاوي «ألزمت الهيئة ذوي العلاقة بالمنتجات بضرورة الالتزام بوضع بطاقات على جميع المنتجات وبها وصف تفصيلي عن المكونات». كما رفض المجلس توصية الدكتور عبدالرحمن العطوي التي يطالب فيها بإخضاع المنتجات المحلية للفحص قبل دخولها للأسواق المحلية، ورد عليه لنجاوي «هذا الفحص ليس من اختصاص الهيئة بل من اختصاص وزارة الزراعة المعنية بمراقبة المنتجات الزراعية فكيف نطالبها بأمر لا يخصها؟». ورغم رفض التوصيات السابقة إلا أن المجلس وافق على توصية شبيهة بتوصية العطوي ولكن تختلف في الصياغة وتقدم بها الدكتور منصور الكريديس وقال فيها «على الهيئة تنفيذ برنامج سنوي لرصد بقايا مبيدات الأغذية»، وأشار إلى أن الهيئة هي المسؤولة عن فحص الأغذية. وقالت الدكتورة حياة سندي «في أوروبا وأمريكا اختصاص مراقبة المنتجات الزراعية لهيئة الغذاء والدواء». وأشار الدكتور حاتم المرزوقي إلى أن وزارة الزراعة تراقب المزارع وليس المنتج الزراعي. وأكد الدكتور خليفة الدوسري أن أمطار الشتاء تتسبب في تلوث المزارع بسبب الغازات المنبثقة من المصانع، مطالبا بفحص كل منتج زراعي قبل دخوله للسوق. وأوضح مساعد رئيس الشورى الدكتور يحيى بن عبدالله الصمعان أن المجلس طالب في قراره الهيئة بتضمين تقاريرها مؤشرات الأداء مستندة على الرؤية والرسالة والاستراتيجية وإيراد مقارنة المستهدف والمتحقق من عناصرها خلال فترة التقرير، ودعاها للتعريف باشتراطاتها للأجهزة والمنتجات الطبية بالداخل والخارج للحد من عرض ما يخالف ذلك في الأسواق المحلية، وأكد على دعم الهيئة لتخصيص الأرض المناسبة لإقامة مقرها الرئيسي والمختبرات المرجعية، ودعم فروعها في مدن ومنافذ الاستيراد والتصدير بالمملكة.
مشاركة :